حَدَّثَنِي حَدَّثَنِي بَكْرُ بْنُ الْهَيْثَمِ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَكَمِ الْعَبْدِيُّ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، قَالَ : " أَنْكَرَتِ الْحُكُومَةَ عَلَى عَلِيٍّ طَائِفَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ قَدِمَتْ إِلَى بِلْدَانِهَا مِنْ صِفِّينَ ، وَانْحَازَ مِنْهُمُ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا ، وَيُقَالُ : سِتَّةُ آلافٍ إِلَى مَوْضِعٍ يُقَالُ لَهُ حَرُورَاءُ بِنَاحِيَةِ الْكُوفَةِ فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ عَلِيٌّ ابْنَ عَبَّاسٍ ، وَصَعْصَعَةَ ، فَوَعَظَهُمْ صَعْصَعَةُ ، وَحَاجَّهُمُ ابْنُ عَبَّاسٍ فَرَجَعَ مِنْهُمْ أَلْفَانِ وَبَقِيَ الآخَرُونَ عَلَى حَالِهِمْ حِينًا ، ثُمَّ دَخَلُوا الْكُوفَةَ ، فَلَمَّا انْقَضَتِ الْمُدَّةُ فِي الْقَضِيَّةِ وَأَرَادَ عَلِيٌّ تَوْجِيهَ أَبِي مُوسَى أَتَاهُ رقوصُ بْنُ زُهَيْرٍ التَّمِيمِيُّ ، وَزَيْدُ بْنُ حُصَيْنٍ الطَّائِيُّ ، وَزُرْعَةُ بْنُ الْبُرْجِ الطَّائِيُّ فِي جَمَاعَةٍ مِنَ الْحَرُورِيَّةِ ، فَقَالُوا : اتَّقِ اللَّهَ وَسِرْ إِلَى عَدُوِّكَ وَعَدُوِّنَا ، وَتُبْ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْخَطِيئَةِ ، وَارْجِعْ عَن الْقَضِيَّةِ . فَقَالَ عَلِيٌّ : أَمَّا عَدُوُّكُمْ فَإِنِّي أَرَدْتُكُمْ عَلَى قِتَالِهِمْ وَأَنْتُمْ فِي دَارِهِمْ فَتَوَاكَلْتُمْ وَوَهَنْتُمْ ، وَأَصَابَكُمْ أَلَمُ الْجِرَاحِ فَجَزَعْتُمْ وَعَصَيْتُمُونِي ، وَأَمَّا الْقَضِيَّةُ فَلَيْسَتْ بِذَنْبٍ وَلَكِنَّهَا تَقْصِيرٌ وَعَجْزٌ أَتَيْتُمُوهُ وَأَنَا لَهُ كَارِهٌ ، وَأَنَا أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ . فَقَالَ لَهُ زُرْعَةُ : وَاللَّهِ لَئِنْ لَمْ تَدَعِ التَّحْكِيمَ فِي أَمْرِ اللَّهِ لأُجَاهِدَنَّكَ ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ : بُؤْسًا لَكَ مَا أَشْقَاكَ ، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْكَ غَدًا صَرِيعًا تَسْفِي عَلَيْكَ الرِّيَاحُ ، قَالَ : وَدِدْتُ ذَلِكَ قَدْ كَانَ ، فَانْصَرَفُوا وَهُمْ يُظْهِرُونَ التَّحْكِيمَ وَيَدْخُلُونَ الْكُوفَةَ ، فَإِذَا صَلَّى عَلِيٌّ وَخَطَبَ حَكَمُوا ، فَيَقُولُ عَلِيٌّ : كَلِمَةُ حَقٍّ يُعْتَزَى بِهَا بَاطِلٌ . وَبَلَغَ يَزِيدَ بْنَ عَاصِمٍ الْمُحَارِبِيَّ قَوْلَ عَلِيٍّ لِزُرْعَةَ بْنِ الْبُرْجِ ، فَأَتَاهُ ، فَقَالَ : يَا عَلِيُّ ، أَتُخَوِّفُنَا بِالْقَتْلِ ؟ إِنَّا لَنَرْجُو أَنْ نَضْرِبَكُمْ بِهَا عَنْ قَلِيلٍ غَيْرِ مُصْفِحَاتٍ ، ثُمَّ تَعْلَمُ أَيَّنَا أَوْلَى بِهَا صِلِيًّا ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ إِعْطَاءِ الدَّنِيَّةِ فِي دِينِكَ ، فَإِنَّهَا إِدْهَانٌ وَذُلٌّ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
الزُّهْرِيِّ | محمد بن شهاب الزهري / ولد في :52 / توفي في :124 | الفقيه الحافظ متفق على جلالته وإتقانه |
بَكْرُ بْنُ الْهَيْثَمِ | بكر بن الهيثم الأهوازي | مجهول الحال |