وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ آدَمَ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنْ مُجَالِدٍ ، عَنْ الشَّعْبِيِّ ، قَالَ : " بَعَثَ عَلِيٌّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاس إِلَى الْحَرُورِيَّةِ ، فَقَالَ : يَا قَوْمُ ، مَاذَا نَقِمْتُمْ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ؟ قَالُوا : ثَلاثًا : حَكَّمَ الرِّجَالَ فِي دِينِ اللَّهِ ، وَقَاتَلَ فَلَمْ يَسْبِ وَلَمْ يَغْنَمْ ، وَمَحَا مِنِ اسْمِهِ حِينَ كَتَبُوا الْقَضِيَّةَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَاقْتَصَرَ عَلَى اسْمِهِ . فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ : أَمَّا قَوْلُكُمْ : حَكَّمَ الرِّجَالَ . فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ صَيَّرَ حُكْمَهُ إِلَى الرِّجَالِ فِي أَرْنَبٍ ثَمَنُهُ رُبُعُ دِرْهَمٍ وَمَا أَشْبَهُ ذَلِكَ يُصِيبُهُ الْمُحْرِمُ ، وَفِي الْمَرْأَةِ وَزَوْجِهَا ، فَنَشَدْتُكُمُ اللَّهَ أَحُكْمُ الرِّجَالِ فِي بِضْعِ الْمَرْأَةِ وَأَرْنَبٍ بِرُبُعِ دِرْهَمٍ أَفْضَلُ ، أَمْ حُكْمُهُ فِي صَلاحِ الْمُسْلِمِينَ وَحَقْنِ دِمَائِهِمْ ؟ قَالُوا : بَلْ هَذَا . قَالَ : وَأَمَّا قَوْلُكُمْ : وَلَمْ يَسْبِ وَلَمْ يَغْنَمْ ، أَفَتَسْبُونَ أُمَّكُمْ عَائِشَةَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ ؟ قَالُوا : لا ، قَالَ : وَأَمَّا قَوْلُكُمْ : مَحَا مِنِ اسْمِهِ إِمْرَةَ الْمُؤْمِنِينَ . فَإِنَّ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةَ ، قَالُوا لِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَوْ عَلِمْنَا أَنَّكَ رَسُولَ اللَّهِ لَمْ نُقَاتِلْكَ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : امْحُ يَا عَلِيُّ وَاكْتُبْ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ . وَرَسُولُ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ عَلِيٍّ . فَرَجَعَ مِنْهُمْ أَلْفَانِ ، وَأَقَامَ الآخَرُونَ عَلَى حَالِهِمْ ، فَلَمَّا أَرَادَ عَلِيٌّ تَوْجِيهَ الأَشْعَرِيِّ إِلَى الشَّامِ لإِمْضَاءِ الْقَضِيَّةِ ، أَتَاهُ حُرْقُوصُ بْنُ زُهَيْرٍ السَّعْدِيُّ ، وَزَيْدُ بْنُ حُصَيْنٍ ، وَزُرْعَةُ بْنُ الْبُرْجِ الطَّائِيَّانِ فِي جَمَاعَةٍ ، فَسَأَلُوهُ أَنْ لا يُوَجِّهَ أَبَا مُوسَى ، وَأَنْ يَسِيرَ بِهِمْ إِلَى الشَّامِ ، فَيُقَاتِلُوا مُعَاوِيَةَ وَعَمْرَو بْنَ الْعَاصِ ، فَأَبَي ذَلِكَ . وَسَارَ أَبُو مُوسَى فِي شَهْرِ رَمَضَانَ ، فَاجْتَمَعَ الْمُحَكِّمَةُ فِي مَنْزِلِ زَيْدِ بْنِ حُصَيْنٍ الطَّائِيِّ فَبَايَعُوا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ وَهْبٍ ، وَكَانَ يُدْعَى ذَا الثَّفِنَاتِ شُبِّهَ أَثَرُ سُجُودٍ بِجَبْهَتِهِ ، وَأَنْفِهِ وَيَدَيْهِ ، وَرُكْبَتَيْهِ بِثَفِنَاتِ الْبَعِيرِ ، وَكَانَتْ بَيْعَتُهُمْ لَهُ لِعَشْرٍ خَلَوْنَ مِنْ شَوَّالٍ . ثُمَّ خَرَجُوا فَتَوَافَوْا بِالنَّهْرَوَانِ ، وَأَقْبَلُوا يَحْكُمُونَ ، فَقَالَ عَلِيٌّ : إِنَّ هَؤُلاءِ ، يَقُولُونَ : لا إِمْرَةَ ، وَلا بُدَّ مِنْ أَمِيرٍ يَعْمَلُ فِي إِمْرَتِهِ الْمُؤْمِنُ وَيَسْتَمْتِعُ الْفَاجِرُ ، وَيَبْلُغُ الْكِتَابُ الأَجَلَ ، وَإِنَّهَا لَكَلِمَةُ حَقٍّ يَعْتَزُونَ بِهَا الْبَاطِلَ ، فَإِنْ تَكَلَّمُوا ، حَجَجْنَاهُمْ وَإِنْ سَكَتُوا غَمَمْنَاهُمْ . فَلَمَّا تَفَرَّقَ الْحَكَمَانِ كَتَبَ عَلِيٌّ إِلَيْهِمْ وَهُوَ مُجْتَمِعُونَ بِالنَّهْرَوَانِ : إِنَّ الْحَكَمَيْنِ تَفَرَّقَا عَلَى غَيْرِ رِضًا ، فَارْجِعُوا إِلَى مَا كُنْتُمْ عَلَيْهِ ، وَسِيرُوا بِنَا إِلَى الشَّامِ لِلْقِتَالِ ، فَأَبَوْا ذَلِكَ ، وَقَالُوا : لا حَتَّى تَتُوبَ وَتَشْهَدَ عَلَى نَفْسِكَ بِالْكُفْرِ . فَأَبَى " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ | عبد الله بن العباس القرشي / توفي في :68 | صحابي |
الشَّعْبِيِّ | عامر الشعبي / ولد في :20 | ثقة |
مُجَالِدٍ | مجالد بن سعيد الهمداني / ولد في :48 / توفي في :144 | ضعيف الحديث |
رَجُلٍ | اسم مبهم | |
يَحْيَى بْنِ آدَمَ | يحيى بن آدم الأموي / توفي في :203 | ثقة حافظ فاضل |
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ | عبد الله بن صالح العجلي / ولد في :151 / توفي في :221 | ثقة |