حَدَّثَنِي عَبَّاسُ بْنُ هِشَامٍ الْكَلْبِيُّ ، عَنْ حَدَّثَنِي عَبَّاسُ بْنُ هِشَامٍ الْكَلْبِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي مِخْنَفٍ ، قَالَ : " لَمَّا نَزَلَ ابْنُ عَبَّاسٍ الطَّائِفَ حِينَ نَافَرَهُ ابْنُ الزُّبَيْرِ كَانَ صُلَحَاءُ الطَّائِفِ يَجْتَمِعُونَ إِلَيْهِ ، وَيَأْتِيهِ أَبْنَاءُ السَّبِيلِ يَسْأَلُونَهُ وَيَسْتَفْتُونَهُ ، فَكَانَ يَتَكَلَّمُ فِي كُلِّ يَوْمٍ بِكَلامٍ لا يَدَعُهُ وَهُوَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِلإِسْلامِ ، وَعَلَّمَنَا الْقُرْآنَ ، وَأَكْرَمَنَا بِمُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلامُ ، فَانْتَشَلنَا بِهِ مِنَ الْهَلَكَةِ ، وَأَنْقَذَنَا مِنَ الضَّلالَةِ ، فَأَفْضَلُ الأَئِمَّةِ أَحْسَنُهَا لِسُنَّتِهِ اتِّبَاعًا ، وَأَعْلَمُهَا بِمَا فِي كِتَابِهِ احْتِسَابًا ، وَقَدْ عَمِلَ بِكِتَابِ اللَّهِ رَبِّكُمْ وَسُنَّةِ نَبِيِّكُمْ قَوْمٌ صَالِحُونَ عَلَى اللَّهِ جَزَاؤُهُمْ ، وَهَلَكُوا فَلَمْ يَدَعُوا بَعْدَهُمْ مِثْلَهُمْ وَلا مُوَازِيًا لَهُمْ ، وَبَقِيَ قَوْمٌ يُرِيغُونَ الدُّنْيَا بِعَمَلِ الآخِرَةِ ، يَلْبَسُونَ جُلُودَ الضَّأْنِ لِتَحْسَبُوهُمْ مِنَ الزَّاهِدِينَ ، يُرْضُونَكُمْ بِظَاهِرِهِمْ وَيُسْخِطُونَ اللَّهَ بِسَرَائِرِهِمْ ، إِذَا عَاهَدُوا لَمْ يُوفُوا وَإِذَا حَكَمُوا لَمْ يَعْدِلُوا ، يَرَوْنَ الْغَدْرَ حَزْمًا ، وَنَقْضَ الْعَهْدِ مَكِيدَةً ، وَيَمْنَعُونَ الْحُقُوقَ أَهْلَهَا ، فَنَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يُهْلِكَ شِرَارَ هَذِهِ الأُمَّةِ ، وَيُوَلِّيَ أُمُورَهَا خِيَارَهَا وَأَبْرَارَهَا . فَبَلَغَ ذَلِكَ ابْنَ الزُّبَيْرِ فَكَتَبَ إِلَيْهِ : بَلَغَنِي أَنَّكَ تَجْلِسُ الْعَصْرَيْنِ فَتُفْتِي بِالْجَهْلِ ، وَتَعِيبُ أَهْلَ الْبِرِّ وَالْفَضْلِ ، وَأَظُنُّ حِلْمِي عَنْكَ وَاسْتِدَامَتِي إِيَّاكَ جَرَّأَكَ عَلِيَّ ، فَاكْفُفْ عَنِّي مِنْ غَرْبِكَ ، وَارْبَعْ عَلَى ظَلْعِكَ ، وَأَرْعِ عَلَى نَفْسِكَ . فَكَتَبَ إِلَيْهِ ابْنُ عَبَّاسٍ : فَهِمْتُ كِتَابَكَ ، وَإِنَّمَا يُفْتِي بِالْجَهْلِ مَنْ لَمْ يُؤْتَ مِنَ الْعِلْمِ شَيْئًا ، وَقَدْ آتَانِي اللَّهُ مِنْهُ مَا لَمْ يُؤْتِهِ إِيَّاكَ ، وَزَعَمْتَ أَنَّ حِلْمَكَ عَنِّي جَرَّأَنِي عَلَيْكَ فَهَذِهِ أَحَادِيثُ الضَّبعِ اسْتَها ، فَمَتَى كُنْتُ لِعرَامِكَ هَائِبًا وَعَنْ حَدِّكَ نَاكِلا ؟ ! ثُمَّ تَقُولُ : إِنِّي أَنْ لَمْ أَنْتَهِ وَجَدْتُ جَانِبَكَ خَشِنًا ، وَوَجَدْتُكَ إِلَى مَكْرُوهِي عَجِلا ، فَمَا أَكْثَرُ مَا طَرتَ إليَّ بِشُقَةٍ مِنَ الْجَهْلِ ، وَتَعَمَّدْتَنِي بِفَاقَرَةٍ مِنَ الْمَكْرُوهِ ، فَلَمْ تَضُررْ إِلا نَفْسَكَ ، لا أَبْقَى اللَّهُ عَلَيْكَ إِنْ أَبْقَيْتَ ، وَلا أَرْعَى عَلَيْكَ إِنِ أَرْعَيْتَ ، فَوَاللَّهِ لا انْتَهَيْتَ عَنْ إِرْضَاءِ اللَّهِ بِإِسْخَاطِكَ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
ابْنُ عَبَّاسٍ | عبد الله بن العباس القرشي / توفي في :68 | صحابي |
أَبِي مِخْنَفٍ | لوط بن يحيى الكوفي / توفي في :157 | كذاب |