واما معاوية بن ابى سفيان


تفسير

رقم الحديث : 1441

الْمَدَائِنِيُّ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَجْلانِيِّ ، قَالَ : الْمَدَائِنِيُّ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَجْلانِيِّ ، قَالَ : قَالَ يَوْمًا مُعَاوِيَةُ وَهُوَ فِي جَمَاعَةٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ : مَنْ يَكْفِينِي ابْن الزُّبَيْرِ ، فَوَاللَّهِ مَا أَرَدْتُ أَمْرًا إِلا عَانَدَ فِيهِ ، وَلا تَكَلَّمْتُ فِي شَيْءٍ إِلا اعْتَرَضَ فِي قَوْلِي ، وَهُوَ بَعْدُ غُلامٌ مِنْ غِلْمَانِ قُرَيْشٍ ، إِلا أَنَّهُ غَيْرُ مَعْرُوفٍ بِالأَفَنِ وَإِنْ كَانَ حَدِيثَ السِّنِّ ، فَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ : ضَمَنْتُ لَكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ أُلَيِّنَ عَرِيكَتَهُ ، وَأُذْهِبَ نَخْوَتَهُ ، وَأُخْرِسَ لِسَانَهُ ، وَأَعْدِمَهُ بَيَانَهُ ، حَتَّى أَدَعَهُ أَلْيَنَ مِنْ خَمِيرَةِ مَرِيثَةٍ ، وَأَذَلَّ مِنْ نَقْدَةٍ عَلَى أَنْ تُرْفِدَنِي وَتَقْضِيَ حَوَائِجِي ، قَالَ : نَعَمْ ، وَجَاءَ ابْنُ الزُّبَيْرِ وَقَدْ بَلَغَهُ الْخَبَرُ ، فَنَكَتَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ فِي الأَرْضِ ، ثُمَّ قَالَ : إِنِّي لَنَارٌ مَا يُرَامُ اصْطِلاؤُهَا لَدَى كُلِّ أَمْرٍ مُعْضِلٍ مُتَفَاقِمِ فَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ مُجِيبًا لَهُ : وَإِنِّي لَبَحْرٌ مَا يُسَامَى عُبَابُهُ مَتَى يَلْقَ بَحْرِي حَرَّ نَارِكَ تَخْمَدِ فَقَالَ عَمْرٌو : مَهْلا يَابْنَ الزُّبَيْرِ ، فَإِنَّكَ لا تَزَالُ مُتَجَلْبِبًا جَلابِيبَ التِّيهِ ، مُؤْتَزِرًا بِوَصَائِلِ التَّهَكُّمِ ، تَعَاطَى الأَقْوَرَيْنِ وَلَسْتَ مِنْ قُرَيْشٍ فِي لُبَابِ حَسَبِهَا وَلا مُؤْنِقِ جَوْهَرِهَا . فَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ : أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ تَجَلْبُبِي جَلابِيبَ التِّيهِ وَائْتِزَارِي بِوَصَائِلِ التَّهَكُمِّ فَمَعَاذَ اللَّهِ مِنْ ذَلِكَ ، لَقَدْ عَرَفَ مَنْ عَرَفَنِي أَنَّ الأُبَّهَةَ لَيْسَتْ مِنْ شَأْنِي ، وَإِنَّكَ لأَنْتَ الْمَتُوهُ فِي وَادِي الضَّلالَةِ ، الْمُسْتَشْعِرُ جَخَائِفَ الْكِبْرِ ، الْلابِسُ لِلسُّبَّةِ ، الْمُتَجَرْثِمُ جَرَاثِيمَ الْبَطَالَةِ ، السَّاهِي عَنْ كُلِّ مُرُوءَةٍ وَخَيْرٍ ، وَايْمُ اللَّهِ لَتَنْتَهِيَنَّ عَنْ تَنَاوُلِكَ الْقُلَلَ الشَّامِخَةَ وَالذُّرَى الْبَاسِقَةَ أَوْ لأَرْمِيَنَّكَ بِلِسَانٍ صَارِمٍ مِنْ أَرِيبٍ مُرَاجِمٍ ، يَلْدَغُكَ بِحُسْبَانٍ ، فَإِنَّكَ ذُو خِدَعٍ وَمَكْرٍ ، قَتَّاتٌ عَيَّابٌ مُغْتَابٌ ، تُقَلِّبُ لِسَانَكَ فِي قُرَيْشٍ كَتَقْلِيبِ الْمَحَالَةِ ، وَوَاللَّهِ لَتَدَعَنَّ وَقِيعَتَكَ فِي الرِّجَالِ أَوْ لأَسِمَنَّكَ بِسِمَةٍ تَدَعُكَ شَنَارًا وَتُكْسِبُكَ عَارًا ، فَقَالَ عَمْرٌو : كَلا يَابْن الزُّبَيْرِ لَقَدْ أَحْكَمَتْنِي التَّجَارِبُ ، وَجَرَّسَتْنِي الدُّهُورُ وَعَرَفْتُ نَظَائِرَ الأُمُورِ ، وَحَلَبْتُ الزَّمَانَ أَشْطُرَهُ ، وَرَضَعْتُ أَفَاوِيقَهُ ، فَأُغِرَق سَهْمِي نَزْعًا ، وَلَمْ تُعْرَفْ لِي نَبْوَةٌ فِي شِدَّةٍ ، وَلا جَهَالَةٌ عِنْدَ الْحِدَّةِ ، وَلَقَدْ ضَرَبْتُ أُمُورَ الْبَاطِلِ بِذَرْبِ الْحَقِّ حَتَّى أَقَمْتُ مَيْلَهَا ، وَثَقَفْتُهَا بَعْدَ اعْوِجَاجِهَا . فَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ : لَقَدْ قَرُبَ غَوْرُكَ ، وَضَاقَ صَدْرُكَ ، فَانْتَفَخَ سَحْرُكَ ، وَالْتَوَى عَلَيْكَ أَمْرُكَ ، فَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ تَعَاطِي مَا أَتَعَاطَاهُ فَإِنِّي امْرُؤٌ سَمَا بِي إِلَى ذَلِكَ مَا لا تَصُونُ بِمِثْلِهِ : أَنْفِي حَمِيٌّ ، وَحَسَبِي زَكِيٌّ ، وَقَلْبِي ذَكِيٌّ ، وَأَمْرِي سَدِيدٌ ، وَرَأْيِي رَشِيدٌ ، وَلَقَدْ قَعَدَ بِكَ عَنْ ذَلِكَ ضَعْفُ جَنَانِكَ ، وَصَغِيرُ هِمَّتِكَ ، وَأَمَّا ذَمُّكَ نَسَبِي وَحَسَبِي فَقَدْ حَضَرَنِي وَإِيَّاكَ النُّظُرَاءُ الأَكْفَاءُ الْعُلَمَاءُ بِي وَبِكَ وَأَنْشَدَ : تَعَالَوْا فَإِنَّ الْعِلْمَ عِنْدَ ذَوِي النُّهَى مِنَ النَّاسِ كَالْبَلْقَاءِ بَادٍ حُجُولُهَا نُنَافِرُكُمْ بِالْحَقِّ حَتَّى تَبَيَّنُوا عَلَى أَيِّنَا تُلْقِي الْفُرُوعَ أُصُولُهَا فَقَالَ مُعَاوِيَةُ وَمَنْ حَضَرَ : أَنْصَفَكَ . فَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ : أَمَا وَاللَّهِ لأَغُصَنَّكَ بِرِيقِكَ ، وَلأُلَيِّنَنَّ أَخْدَعَيْكَ ، وَلأُقِيمَنَّ صَعْرَ خَدَّيْكَ ، وَلأُبَيِّنَنَّ لِلنَّاسِ كَهَامَةَ لِسَانِكَ ، يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ ، أَأَنَا فِي نَفْسِي خَيْرٌ أَمْ هُوَ ؟ قَالُوا : أَنْتَ : قَالَ : فَأَبِي خَيْرٌ أَوْ أَبُوهُ ؟ قَالُوا : اللَّهُمَّ أَبُوكَ حَوَارِيِّ رَسُولِ اللَّهِ ، قَالَ : أَفَأُمِّي خَيْرٌ أَمْ أُمُّهُ ؟ قَالُوا : أُمُّكَ وَاللَّهِ أَسْمَاءُ بِنْتُ الصِّدِّيقِ . قَالَ : أَفَجَدَّتِي خَيْرٌ أَمْ جَدَّتُهُ ؟ قَالُوا : جَدَّتُكَ صَفِيَّةُ عَمَّةُ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . قَالَ : فَظَفَرَ بِهِ ابْنُ الزُّبَيْرِ ، فَأَنْشَدَ : قَضَتِ الْغَطَارِفُ مِنْ قُرَيْشٍ بَيْنَنَا فَاصْبِرْ عَلَى رُغْمٍ لِفَصْلِ قَضَائِهَا وَإِذَا جَرَيْتَ فَلا تُجَارِ مُهَذَّبًا بَذَّ الْجِيَادِ لَدَى احْتِفَالِ جَرَائِهَا ثُمَّ قَالَ : وَاللَّهِ يَا عَمْرُو لَوْ أَنَّ الَّذِي أَمَرَكَ بِهَذَا إِيَّاي وَاجَهَ ، لَقَصَرْتُ مِنْ سَامِي طَرْفِهِ ، وَلَجَوْجَرْتُ الْغَيْظَ فِي صَدْرِهِ ، فَوَاللَّهِ مَا اسْتَغَاثَ بِكَهْفٍ وَلا لَجَأَ إِلَى وَزْرٍ ، يَعْنِي مُعَاوِيَةَ . فَلَمَّا خَرَجَ ابْنُ الزُّبَيْرِ ، قَالَ مُعَاوِيَةُ لِعَمْرٍو : وَاللَّهِ لَقَدْ عَلاكَ بِخُصُومَتِهِ ، وَفَلَّجَ عَلَيْكَ بِحُجَّتِهِ ، وَمَا زِدْتَ عَلَى أَنْ فَضَحْتَنَا وَنَفْسَكَ ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، عَجَّلَ عَلَيَّ بِالْمَقَالَةِ ، فَقَطَعْتُمْ عَلَيَّ الشَّهَادَةَ . فَقَالَ مُعَاوِيَةُ : للَّهِ أَبُوكَ أَفَأَرَدْتَ أَنْ نَبَّهْتُهُ لَكَ ؟ " .

الرواه :

الأسم الرتبة
مُعَاوِيَةُ

صحابي

Whoops, looks like something went wrong.