حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، ثنا حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى ، أنبأ إِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ ، قَالَ : " شَهِدْتُ عُمَرَ يَوْمَ طُعِنَ فَمَا مَنَعَنِي مِنْ أَنْ أَكُونَ مِنَ الصَّفِّ الْمُقَدَّمِ إِلا هَيْبَتُهُ ، وَكَانَ رَجُلا مَهِيبًا فَكُنْتُ فِي الصَّفِّ الَّذِي يَلِيهِ ، وَكَانَ عُمَرُ لا يُكَبِّرُ حَتَّى يَسْتَقْبِلَ الصَّفَّ الْمُتَقَدِّمَ بِوَجْهِهِ ، فَإِنْ رَأَى رَجُلا مُتَقَدِّمًا مِنَ الصَّفِّ أَوْ مُتَأَخِّرًا عَنْهُ ضَرَبَهُ بِالدَّرَّةِ ، فَذَلِكَ الَّذِي مَنَعَنِي مِنْهُ فَأَقْبَلَ عُمَرُ ، فَعَرَضَ لَهُ أَبُو لُؤْلُؤَةَ غُلامُ الْمُغِيرَةَ بْنِ شُعْبَةَ فَتَأَخَّرَ عُمَرُ غَيْرَ بَعِيدٍ ، ثُمَّ طَعَنَهُ ثَلاثَ طَعَنَاتٍ ، قَالَ : فَسَمِعْتُ عُمَرَ ، وَهُوَ يَقُولُ هَكَذَا بِيَدِهِ وَقَدْ بَسَطَهَا : دُونَكُمُ الْكَلْبَ قَدْ قَتَلَنِي ، وَمَاجَ النَّاسُ فَجَرَحَ ثَلاثَةَ عَشَرَ رَجُلا ، وَشَدَّ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ خَلْفِهِ فَاحْتَضَنَهُ وَاحْتُمِلَ عُمَرُ وَمَاجَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ ، حَتَّى قَالَ قَائِلٌ : الصَّلاةُ عِبَادَ اللَّهِ ، طَلَعَتِ الشَّمْسُ . فَدَفَعُوا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ ، فَصَلَّى بِأَقْصَرِ سُورَتَيْنِ فِي الْقُرْآنِ : إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ سورة النصر آية 1 ، وَ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ سورة الكوثر آية 1 ، وَاحْتُمِلَ عُمَرُ فَدَخَلَ النَّاسُ عَلَيْهِ ، فَقَالَ : يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ اخْرُجْ فَنَادِ فِي النَّاسِ : أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، يَقُولُ : أَعَنْ مَلأٍ مِنْكُمْ هَذَا ؟ فَقَالُوا : مَعَاذَ اللَّهِ . مَا عَلِمْنَا وَلا اطَّلَعْنَا ، ثُمَّ قَالَ : ادْعُوا لِي الطَّبِيبَ . فَدُعِيَ لَهُ ، فَقَالَ : أَيُّ الشَّرَابِ أَحَبُّ إِلَيْكَ ؟ فَقَالَ : النَّبِيذُ . فَسُقِيَ نَبِيذًا ، فَخَرَجَ مِنْ بَعْضِ طَعَنَاتِهِ . فَقَالَ النَّاسُ : هَذَا صَدِيدٌ ، اسْقُوهُ لَبَنًا ، فَخَرَجَ . فَقَالَ الطَّبِيبُ : مَا أَرَاكَ تُمْسِي فَمَا كُنْتَ فَاعِلا فَافْعَلْهُ ، فَقَالَ : يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ نَاوِلْنِي الْكَتِفَ ، فَلَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَمْضِيَ مَا فِيهَا أَمْضَاهُ . فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ : أَنَا أَكْفِيكَ مَحْوَهَا . فَقَالَ : لا وَاللَّهِ لا يَمْحُوَهَا أَحَدٌ غَيْرِي ، فَمَحَاهَا عُمَرُ بِيَدِهِ وَكَانَ فِيهَا فَرِيضَةُ الْجِدِّ ، ثُمَّ قَالَ : ادْعُوا لِي عَلِيًّا ، وَعُثْمَانَ ، وَطَلْحَةَ ، وَالزُّبَيْرَ ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ وَسَعْدًا ، فَلَمْ يُكَلِّمْ أَحَدًا مِنْهُمْ غَيْرَ عُثْمَانَ ، وَعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ، فَقَالَ : يَا عَلِيُّ ، لَعَلَّ هَؤُلاءِ الْقَوْمَ يَعْرِفُونَ لَكَ قَرَابَتَكَ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصِهْرَكَ ، وَمَا آتَاكَ اللَّهُ مِنَ الْفِقْهِ وَالْعِلْمِ ، فَإِنْ وُلِّيتَ هَذَا الأَمْرَ فَاتَّقِ اللَّهَ فِيهِ . ثُمَّ دَعَا عُثْمَانَ ، فَقَالَ : يَا عُثْمَانُ ، لَعَلَّ هَؤُلاءِ الْقَوْمَ سَيَعْرِفُونَ لَكَ صِهْرَكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسِنَّكَ وَشَرَفَكَ ، فَإِنْ وُلِّيتَ هَذَا الأَمْرَ فَاتَّقِ اللَّهَ وَلا تَحْمِلَنَّ بَنِي أَبِي مُعَيْطٍ عَلَى رِقَابِ النَّاسِ ، ثُمَّ قَالَ : ادْعُوا لِي صُهَيْبًا . فَدُعِيَ ، فَقَالَ : صَلِّ بِالنَّاسِ ثَلاثًا وَلِيُخَلَّ هَؤُلاءِ الْقَوْمُ فِي بَيْتٍ ، فَإِذَا أَجْمَعُوا عَلَى رَجُلٍ فَمَنْ خَالَفَهُمْ فَاضْرِبُوا رَأْسَهُ ، فَلَمَّا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِ عُمَرَ ، قَالَ : إِنْ وَلَّوْهَا الأَجْلَحَ سَلَكَ بِهِمُ الطَّرِيقَ ، يَعْنِي : عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ . فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ : فَمَا يَمْنَعُكَ مِنْهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ؟ قَالَ : أَكْرَهُ أَنْ أَتَحَمَّلَهَا حَيًّا أَوْ مَيِّتًا . ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهِ كَعْبٌ ، فَقَالَ : جَاءَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ سورة آل عمران آية 60 قَدْ أَنْبَأْنَاكَ أَنَّكَ شَهِيدٌ ، فَقُلْتَ أَنَّى لِي بِالشَّهَادَةِ ، وَأَنَا فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عُمَرَ | عمر بن الخطاب العدوي / توفي في :23 | صحابي |
عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ | عمرو بن ميمون الأودي / توفي في :75 | ثقة |
أَبِي إِسْحَاقَ | أبو إسحاق السبيعي / ولد في :30 / توفي في :126 | ثقة مكثر |
إِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ | إسرائيل بن يونس السبيعي | ثقة |
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى | عبيد الله بن موسى العبسي / توفي في :219 | ثقة يتشيع |