حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالا : حَدَّثَنَا حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالا : حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ ، حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ ، عَنْ قَتَادَةَ ، قَالَ : اسْتَحَرَّ الْقَتْلُ فِي صِفِّينَ بِأَهْلِ الْيَمَنِ ، وَقَدْ كَانَ عَلِيٌّ عَبَّأَ رَبِيعَةَ لِلْيَمَنِ ، وَكَانَتْ رَبِيعَةُ قَوْمًا أَدْرَكَهُمُ الإِسْلامُ وَهُمْ أَهْلُ حُرُوبٍ ، فَكَانُوا يُصَفُّونَ صَفَّيْنِ فَيُقَاتِلُ صَفٌّ وَيَقِفُ صَفٌّ ، فَإِذَا مَلُّوا الْقِتَالَ وَقَفَ هَؤُلاءِ وَقَاتَلَ هَؤُلاءِ ، وَكَانَتِ الْيَمَنُ تَحْمِلُ بِأَجْمَعِهَا فَأُفْنِيَتِ الْيَمَنُ يَوْمَئِذٍ ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ لأَصْحَابِهِ : مَنْ لِرَبِيعَةَ ؟ فَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَنَا لَهُمْ إِنْ أَعْطَيْتَنِي مَا أَسْأَلُكَ . قَالَ : سَلْ قَالَ : الْغَمَامَةُ تَصْرِفُهَا مَعِي . وَهِيَ كَتِيبَةُ مُعَاوِيَةَ ، كَانَ يُقَالُ لَهَا : الْغَمَامَةُ وَالْخَضْرَاءُ وَالشَّهْبَاءُ ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ لِلْغَمَامَةِ : انْصَرِفُوا مَعَهُ . فَمَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ إِلَى فُسْطَاطِهِ وَمَعَهُ امْرَأَتُهُ بَحْرِيَّةُ بِنْتُ هَانِئِ بْنِ قَبِيصَةَ الشَّيْبَانِيِّ ، فَدَعَا بِدِرْعٍ فَظَاهَرَهَا عَلَى دِرْعِهِ ، قَالَتْ : مَا هَذَا يَابْنَ عُمَرَ ؟ قَالَ : عَبَّأَنِي مُعَاوِيَةُ لِقَوْمِكَ فِي الْغَمَامَةِ فَمَا ظَنُّكِ ؟ قَالَتْ : ظَنِّي أَنَّهُمْ سَيَدْعُونِي أَيِّمًا مِنْكَ . فَلَمْ يَنْشَبْ أَنْ قُتِلَ . فَلَمَّا كَانَ الْعَشِيُّ وَتَرَاجَعَ النَّاسُ أَقْبَلَتْ بَحَرِيَّةُ عَلَى بَغْلٍ لَهَا ، وَعَلَيْهَا خَمِيصَةٌ سَوْدَاءُ ، وَمَعَهَا غِلْمَةٌ لَهَا حَتَّى انْتَهَتْ إِلَى رَبِيعَةَ فَسَلَّمَتْ ، ثُمَّ قَالَتْ : يَا مَعْشَرَ رَبِيعَةَ ، لا يُخْزِي اللَّهُ هَذِهِ الْوُجُوهَ ، فَوَاللَّهِ مَا كُنْتُ أُحِبُّ أَنْ تَخْزَى . قَالُوا : مَنْ أَنْتَ ؟ قَالَتْ : أَنَا بَحْرِيَّةُ . قَالُوا : بِنْتُ هَانِئِ بْنِ قَبِيصَةَ ؟ قَالَتْ : نَعَمْ . قَالُوا : مَرْحَبًا وَأَهْلا بِسَيِّدَةِ نِسَائِنَا وَابْنَةِ سَيِّدِنَا مَا حَاجَتُكِ ؟ قَالَتْ : جِيفَةُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ، قَالُوا : قَدْ أَذِنَّا لَكِ فِيهَا وَأَشَارُوا إِلَى النَّاحِيَةِ الَّتِي صُرِعَ فِيهَا ، وَكَانَتِ الرِّيحُ هَاجَتْ عَلَيْهِمْ عِنْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ فَقَلَعَتْ أَوْتَادَ أَبْيِنَتِهِمْ ، فَإِذَا رَجُلٌ مِنْ بَنِي حَنِيفَةَ قَدْ أَوْثَقَ طُنُبًا مِنْ أَطْنَابِ خِبَائِهِ بِرِجْلِ ابْنِ عُمَرَ ، وَإِذَا هُوَ مَسْلُوبٌ فَلَمَّا رَأَتْهُ رَمَتْ بِخَمِيصَتِهَا عَلَيْهِ ، وَأَمَرَتْ غِلْمَانَهَا فَحَفَرُوا لَهُ ، ثُمَّ أَجْنَتْهُ وَانْصَرَفَتْ ، وَأَنْشَدَتْ قَوْلَ كَعْبِ بْنِ جُعَيْلٍ فِيهِ : أَلا إِنَّمَا تَبْكِي الْعُيُونُ لِفَارِسٍ بِصِفِّينَ أَجْلَتْ خَيْلُهُ وَهُوَ وَاقِفُ تَرَكْنَ عُبَيْدَ اللَّهِ بِالْقَاعِ مُسْنَدًا تَمُجُّ دَمًا مِنْهُ الْعُرُوقُ النَّوَازِفُ قَالَ أَبُو مِخْنَفٍ : لَمَّا قُتِلَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بِصِفِّينَ كَلَّمَ نِسَاؤُهُ مُعَاوِيَةَ فِي جُثَّتِهِ ، فَأَمَرَ فَبَذَلَتْ فِيهَا لِرَبِيعَةَ عَشْرَةَ آلافِ دِرْهَمٍ ، فَاسْتَأْمَرُوا عَلِيًّا ، فَقَالَ : لا وَلَكِنْ هَبُوهَا لابْنَةِ هَانِئِ بْنِ قَبِيصَةَ ، فَفَعَلُوا .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
مُعَاوِيَةُ | معاوية بن أبي سفيان الأموي / توفي في :60 | صحابي |