قَالَ قَالَ الْوَاقِدِيُّ ، فِي إِسْنَادِهِ : " قَدِمَ الأَنْصَارُ مَكَّةَ ، فَسَأَلُوا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقِيلَ لَهُمْ : هُوَ عِنْدَ عَمِّهِ الْعَبَّاسُ . فَأَتَاهُ مِنْهُمْ عُوَيْمُ بْنُ سَاعِدَةَ وَسَعْدُ بْنُ خَيْثَمَةَ فِي آخَرِينَ ، فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ ، وَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ لَنَا حَلْقَةً وَعَدَدًا ، وَقَدِ اجْتَمَعَتِ الْكَلِمَةُ عَلَيْكَ ، وَلَكَ عِنْدَنَا النَّصْرُ ، وَبَذْلُ الْمُهَجِ ، وَالْمَنْعُ مِمَّنْ نَمْنَعُ مِنْهُ أَنْفُسَهَا . فَمَتَى نَلْتَقِي ؟ فَقَالَ الْعَبَّاسُ : إِنَّ مَعَكُمْ مِنْ حُجَّاجِ قَوْمِكُمْ مَنْ يُخَالِفُكُمْ فِي الرَّأْيِ ، فَأَخْفُوا إِشْخَاصَكُمْ ، وَاسْتُرُوا أَمْرَكُمْ حَتَّى يَتَصَدَّعَ الْحَاجُّ . فَوَاعَدَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُوَافِيَهُمْ فِي اللَّيْلَةِ الَّتِي صَبَّحَتْهَا النَّفَرُ الآخِرُ بِأَسْفَلِ الْعَقَبَةِ ، وَيُقَالُ : فِي اللَّيْلَةِ الَّتِي صَبَّحَتْهَا النَّفَرُ الأَوَّلُ ، عَلَى أَنْ لا يُنَبِّهُوا نَائِمًا وَلا يَنْتَظِرُونَ غَائِبًا ، ثُمَّ انْصَرَفُوا ، وَسَبَقَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْعَبَّاسُ إِلَى الْمَوْضِعِ ، وَأَقْبَلُوا يَتَسَلَّلُونَ ، وَكَانُوا ثَلاثَ مِائَةٍ حَتَّى وَافَى مَنْ وَافَى مِنْهُمْ ، فَتَكَلَّمَ الْعَبَّاسُ ، فَقَالَ : يَا مَعْشَرَ الأَوْسِ ، وَالْخَزْرَجِ ، قَدْ دَعَوْتُمْ مُحَمَّدًا إِلَى مَا دَعَوْتُمُوهُ إِلَيْهِ ، وَنَحْنُ عَشِيرَتُهُ وَلَسْنَا بِمُسْلِمِيهِ . فَإِنْ كُنْتُمْ قَوْمًا تَنْهَضُونَ بِنُصْرَتِهِ ، وَتَقْوُونَ عَلَيْهَا ، وَإِلا فَلا تَغُرُّوهُ وَأَصْدِقُوهُ ، فَإِنَّ خَيْرَ الْقَوْلِ أَصْدَقُهُ . فَقَالَ قَائِلُهُمْ : نَحْنُ بَنُو الْحَرْبِ غُذِّينَا بِهَا ، وَمُرِّنَّا عَلَيْهَا ، وَعِنْدَنَا نُصْرَتُهُ وَالْوَفَاءُ لَهُ ، وَبَذْلُ دِمَائِنَا وَأَمْوَالِنَا دُونَهُ ، وَلَنَا عُدَّةٌ وَعَدَدٌ وَقُوَّةٌ . وَجَعَلُوا يَتَكَلَّمُونَ ، وَالْعَبَّاسُ آخِذٌ بِيَدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : أَخْفُوا أَمْرَكُمْ ، فَإِنَّ عَلَيْنَا عُيُونًا . فَلَمَّا اسْتَوْثَقَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَخَذَ عُهُودَهُمْ وَاعْتَقَدَهَا عَلَيْهِمْ ، ضَرَبُوا عَلَى يَدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَكَانَ أَوَّلُ مَنْ بَدَأَ فَضَرَبَ الْبَرَاءَ بْنَ مَعْرُورٍ . وَيُقَالُ : أَبُو الْهَيْثَمِ . وَيُقَالُ : أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ ، وَيُقَالُ : أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ . ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ أَخَذَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا ، وَإِنِّي آخِذٌ مِنْكُمُ اثْنَيْ عَشَرَ ، فَلا يَجِدَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ فِي نَفْسِهِ شَيْئًا ، فَإِنَّمَا يَخْتَارُ لِي جِبْرِيلُ . فَلَمَّا سَمَّاهُمْ ، قَالَ : أَنْتُمْ كُفَلاءُ عَلَى قَوْمِكُمْ كَكَفَالَةِ الْحَوَارِيِّينَ " . وَجَعَلَ أَبَا أُمَامَةَ أَسْعَدَ بْنَ زُرَارَةَ نَقِيبَ النُّقَبَاءِ ، ثُمَّ قَامَ النُّقَبَاءُ وَاحِدًا بَعْدَ وَاحِدٍ ، فَحَمِدُوا اللَّهَ وَأَثْنَوْا عَلَيْهِ بِفَضْلِ نِعْمَتِهِ وَمَا أَكْرَمَهُمْ بِهِ مِنِ اتِّبَاعِ نَبِيِّهِ ، وَإِجَابَةِ دَعْوَتِهِ . وَتَحَاضُّوا عَلَى نُصْرَتِهِ وَالْوَفَاءِ بِعَهْدِهِ وَبَيْعَتِهِ . ثُمَّ انْصَرَفُوا " . قَالُوا : وَطَلَبَهُمُ الْمُشْرِكُونَ فَظَفَرُوا بِسَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ ، فَقَالُوا : أَنْتَ عَلَى دِينِ مُحَمَّدٍ ؟ فَقَالَ : نَعَمْ . فَأَوْثَقُوهُ رِبَاطًا ، حَتَّى خَلَّصَهُ مُطْعِمُ بْنُ عَدِيٍّ ، وَكَانَ لَهُ صَدِيقًا . وَفَاتَهُمُ الْمُنْذِرُ بْنُ عَمْرٍو ، وَقَدْ كَانَ أَشْرَفَ أَنْ يُؤْخَذَ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
الْوَاقِدِيُّ | محمد بن عمر الواقدي / ولد في :130 / توفي في :207 | ضعيف الحديث |