مقتل طلحة بن عبيد الله


تفسير

رقم الحديث : 1492

الْمَدَائِنِيُّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ ، قَالَ : الْمَدَائِنِيُّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ ، قَالَ : أَرَادَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ مُعَاوِيَةَ عَلَى أَنْ يَكْتُبَ لَهُ مِصْرَ طُعْمَةً وَيُبَايِعَهُ . فَقَالَ مُعَاوِيَةُ : إِنِّي لا أُحِبُّ أَنْ يَقُولَ النَّاسُ إِنَّكَ إِنَّمَا بَايَعْتَنِي عَلَى تَأْمِيرٍ لَكَ وَشَكْمٍ . فَقَالَ لَهُ مَرْوَانُ : أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، إِنَّ هَذَا لَيْسَ بِيَوْمِ مَسْأَلَةٍ ، وَقَدْ تَدَانَتِ الأُمُورُ بِكَ فَلا تَدْبُرَنَّ بَعْدَ إِقْبَالِهَا . فَقَالَ عَمْرٌو : يَا مَرْوَانُ ، قَدِمْتُ عَلَى مُعَاوِيَةَ وَأَمْرُهُ زَلِقٌ دَحْضٌ مُنْفَرِجٌ انْفِرَاجَ الْقَتَبِ ، فَمَا بَرِحْتُ أُبْرِمُهُ قُوَّةً بَعْدَ قُوَّةٍ حَتَّى تَرَكْتُهُ عَلَى مِثْلِ دَائِرَةِ الْفُلْكَةِ ، وَلَعَمْرُ اللَّهِ إِنْ تَرَكْتُهُ وَالشُّبَهَ الْمُشْكِلاتِ لَتَهِنَّنَّ قُوَاهُ حَتَّى يُدْبِرَ عَنْهُ مَا قَدْ تَدَانَى مِنْهُ . فَقَالَ مَرْوَانُ : إِنْ يَكُنِ اللَّهُ قَدْ سَهَّلَ بِكَ أَمْرًا ، فَمِثْلُكَ سَهَّلَ اللَّهُ بِهِ الْوَعْرَ وَأَعَانَ بِهِ عَلَى حُسْنِ الْعَاقِبَةِ ، فَقَارِبْهُ فَإِنَّهُ مُؤَاتِيكَ ، ثُمَّ قَالَ لِمُعَاوِيَةَ : أَيُّهَا الرَّجُلُ إِنَّ الأُمُورَ قَدْ لَزِمَ بَعْضُهَا بَعْضًا ، فَاكْمِشْ أَمْرَكَ ، وَاكْتُبْ لَهُ بِمَا أَرَادَ ، فَلَيْسَ مِثْلُ عَمْرٍو يُبْخَلُ عَلَيْهِ بِالْجَزِيلِ يَطْلُبُهُ ، فَكَتَبَ لَهُ ، وَقَالَ مُعَاوِيَةُ لِلْكَاتِبِ : اكْتُبْ لا يَنْقُضُ شَرْطَ طَاعَةٍ ، فَقَالَ عَمْرٌو : لا وَلَكِنِ اكْتُبْ وَلا تَنْقُضُ طَاعَةً شَرْطًا . فَلَمَّا قُتِلَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا بِمِصْرَ ، غَلَبَ عَمْرٌو عَلَيْهَا ، وَاسْتَقَامَتِ الأُمُورُ لِمُعَاوِيَةَ ، فَلَمْ يَحْمِلْ عَمْرٌو إِلَيْهِ مِنْهَا شَيْئًا . فَكَانَ أَهْلُ مُعَاوِيَةَ يَسْأَلُونَهُ أَنْ يَكْتُبَ إِلَى عَمْرٍو فِي هَدَايَا مِصْرَ ، فَيَقُولُ : عَمْرٌو جَمُوحٌ طَمُوحٌ مَنُوعٌ ، فَاعْفُونِي مِنَ الْكِتَابِ إِلَيْهِ وَاكْتُبُوا أَنْتُمْ ، فَكَانُوا يَكْتُبُونَ إِلَيْهِ فَلا يَبْعَثُ إِلَيْهِمْ بِشَيْءٍ . فَقَالُوا لِمُعَاوِيَةَ : اعْزِلْهُ ، فَقَالَ : أَمَّا عَزْلُهُ فَلا ، وَلَكِنِّي أُرَوِّعُهُ بِالْقُدُومِ فَإِنَّهُ شَبِيهٌ بِالْعَزْلِ لَهُ . فَكَتَبَ إِلَيْهِ فَقَدِمَ ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ : يَا عَمْرُو ، بَلَغَنِي أَنَّكَ تَقُومُ عَلَى مِنْبَرِ مِصْرَ فَتَذْكُرُ بَلاءَكَ بِصِفِّينَ ، فَإِنْ كَانَ ذَلِكَ للَّهِ فَأَجْرُكَ عَلَيْهِ ، وَإِنْ كَانَ لِلدُّنْيَا فَقَدْ أَعْظَمْنَا مُكَافَأَتَكَ ، فَهَلْ عَلِمْتَ أَنَّكَ قَدْ نَقَضْتَ شَرْطَكَ لِرَدِّكَ كُتُبِي ؟ قَالَ : مَا رَدَدْتُ لَكَ كِتَابًا أَعْلَمُ أَنُّه مِنْكَ ، وَلَكِنَّهُ كَانَتْ تَأْتِينِي كُتُبٌ عَلَى لِسَانِكَ ، فَأَمَّا قِيَامِي عَلَى الْمِنْبَرِ فَلَمْ أُرِدْ بِهِ مَنًّا عَلَيْكَ ، وَأَمَّا قَوْلُكَ إِنِّي أَعْظَمْتُ مُكَافَأَتَكَ بِمِصْرَ فَعَلَيْهَا بَايَعْتُكَ . قَالَ : انْصَرِفْ إِلَى رَحْلِكَ . فَانْصَرَفَ ، ثُمَّ عَادَ إِلَيْهِ مِنَ الْغَدِ ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، لَمْ أَزَلْ أَقْدَحُ فِي غَارِبِ خَيْرٍ بِمِصْرَ حَتَّى رَجَعْتُ إِلَيْكَ ، وَقَدْ رَأَيْتُ أَنْ أُحْضِرَكَ مَا قَدِمْتُ بِهِ لِتَرَى فِيهِ رَأْيَكَ . فَقَالَ مُعَاوِيَةُ : أَمْسِكْ عَلَيْكَ مَالَكَ ، وَاعْلَمْ أَنَّكَ إِذَا دُعِيتَ إِلَى مَأْدُبَةِ قَوْمٍ أَوْ قَالَ مَائِدَةِ قَوْمٍ ، فَقَدْ عَدَّكَ أَهْلُهَا مِمَّنْ يَأْكُلُ ، فَإِنْ شِئْتَ فَكُلْ ، وَإِنْ شِئْتَ فَجُعْ ، وَمَا أَعْطَيْتُكَ مِصْرَ إِلا لأَنْفَعَكَ ، فَارْجِعْ إِلَى عَمَلِكَ " .

الرواه :

الأسم الرتبة
مُعَاوِيَةُ

صحابي

Whoops, looks like something went wrong.