وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ الْمُقْرِئُ ، حَدَّثَنِي وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ الْمُقْرِئُ ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ ، أَنْبَأَنَا أَبُو حُصَيْنٍ ، قَالَ : خَطَبَ الضَّحَّاكُ بْنُ قَيْسٍ بِالْكُوفَةِ ، وَكَانَ مُعَاوِيَةُ وَلاهُ إِيَّاهَا حِينَ مَاتَ زِيَادٌ ، فَقَالَ : " إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ فِيكُمْ رِجَالا يَشْتُمُونَ أَئِمَّةَ الْهُدَى وَيَنْتَقِصُونَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانَ ، وَاللَّهِ لَئِنْ لَمْ يَنْتَهُوا لأَضَعَنَّ فِيكُمْ سَيْفَ زِيَادٍ وَقُلُوسَهُ ، ثُمَّ لا تَجِدُونِي ضَعِيفَ السَّوْرَةِ ، وَلا كَلِيلَ الشَّفْرَةِ ، وَاللَّهِ إِنِّي لأَوَّلُ مَنْ غَزَا بِلادَكُمْ وَأَغَارَ عَلَيْهَا فِي الإِسْلامِ ، أَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ قَيْسٍ أَبُو أُنَيْسٍ ، قَاتِلَ ابْنِ عُمَيْسٍ فَاتَّقُونِي " . قَالُوا : وَخَطَبَ عَلِيٌّ وَبَلَغَهُ أَنَّ قَوْمًا يَنْتَقِصُونَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ، فَذَكَرَ أَبَا بَكْرٍ ، فَقَالَ : كَانَ وَاللَّهِ خَيْرَ مَنْ بَقِيَ ، شَبَّهَهُ رَسُولُ اللَّهِ بِمِيكَائِيلَ رَحْمَةً وَبِإِبْرَاهِيمَ حِلْمًا وَوَقَارًا ، فَسَارَ سِيرَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى مَضَى . رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ ، ثُمَّ وَلِيَ عُمَرُ الأَمْرَ بَعْدَهُ وَاسْتَشَارَ الْمُسْلِمِينَ فِي ذَلِكَ فَمِنْهُمْ مَنْ رَضِيَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَرِهَ ، فَكُنْتُ فِيمَنْ رَضِيَ فَلَمْ يُفَارِقِ الدُّنْيَا حَتَّى رَضِيَ بِهِ مَنْ كَانَ كَرِهَ فَأَقَامَ الأَمْرَ عَلَى مِنْهَاجِ صَاحِبَيْهِ ، يَتَّبِعُ آثَارَهُمَا كَاتِّبَاعِ الْفَصِيلِ أُمَّهُ ، وَكَانَ وَاللَّهِ رَحِيمًا لِلضُّعَفَاءِ ، نَاصِرًا لِلْمَظْلُومِينَ ، شَدِيدًا عَلَى الظَّالِمِينَ ، قَوِيًّا فِي أَمْرِ اللَّهِ لا يَأْخُذُهُ لَوْمَةُ لائِمٍ ضَرَبَ اللَّهُ بِالْحَقِّ عَلَى لِسَانِهِ حَتَّى كُنَّا نَظُنُّ أَنَّ مَالِكًا يَنْطِقُ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ ، شَبَّهَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِجِبْرَائِيلَ فِي غِلْظَتِهِ فِي الأَعْدَاءِ ، وَلِلْغَيْظِ عَلَى الْكُفَّارِ فَمَنْ أَحَبَّنِي فَلْيُحِبُّهُمَا ، وَلَكِنَّهُ إِنَّ مَنْ أَبْغَضَهُمَا فَقَدْ أَبْغَضَنِي وَأَنَا مِنْهُ بَرِيءٌ وَلَوْ كُنْتُ تَقَدَّمْتُ إِلَى الْقَائِلِ مَا قَالَ لِعَاقِبَتِهِ فَإِنَّهُ لا يَنْبَغِي الْعُقُوبَةُ قَبْلَ التَّقْدِمَةِ ، فَمَنْ أَتَيْتُ بِهِ يَقُولُ هَذَا الْقَوْلَ جَلَدْتُهُ حَدَّ الْمُفْتَرِي . حَدَّثَنِي أَبُو مَسْعُودٍ الْكُوفِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ ، عَنْ أَبِي الْحُصَيْنِ ، بِمِثْلِهِ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
الضَّحَّاكُ بْنُ قَيْسٍ | الضحاك بن قيس الأكبر | صحابي |