وَحَدَّثَنِي أَبُو خَيْثَمَةَ ، وَخَلَفُ بْنُ سَالِمٍ ، قَالا : حَدَّثَنَا وَحَدَّثَنِي أَبُو خَيْثَمَةَ ، وَخَلَفُ بْنُ سَالِمٍ ، قَالا : حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ ، عَنِ ابْنِ جُعْدُبَةَ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ ، قَالَ : لَمَّا اجْتَمَعَ أَمْرُ مُعَاوِيَةَ وَعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ بَعْدَ الْجَمَلِ وَقَبْلَ صِفِّينَ ، سَارَ عَمْرٌو فِي جَيْشٍ إِلَى مِصْرَ ، فَلَمَّا قَرُبَ مِنْهَا لَقِيَهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُذَيْفَةَ فِي النَّاسِ ، فَلَمَّا رَأَى عَمْرٌو كَثْرَةَ مَنْ مَعَهُ أَرْسَلَ إِلَيْهِ فَالْتَقَيَا وَاجْتَمَعَا ، فَقَالَ لَهُ عَمْرٌو : إِنَّهُ قَدْ كَانَ مَا تَرَى وَقَدْ بَايَعْتُ هَذَا الرَّجُلَ وَتَابَعْتُهُ ، وَمَا أَنَا رَاضٍ بِكَثِيرٍ مِنْ أَمْرِهِ وَلَكِنَّ لَهُ سَنًّا ، وَإِنِّي لأَعْلَمُ أَنَّ صَاحِبَكَ عَلِيًّا أَفْضَلُ مِنْ مُعَاوِيَةَ نَفْسًا وَقَدَمًا ، وَأَوْلَى بِهَذَا الأَمْرِ ، وَلَكِنْ وَاعِدْنِي مَوْعِدًا أَلْتَقِي أَنَا وَأَنْتَ فِيهِ عَلَى مَهَلٍ فِي غَيْرِ جَيْشٍ تَأْتِي فِي مِائَةِ رَاكِبٍ لَيْسَ مَعَهُمْ إِلا السُّيُوفَ فِي الْقِرَبِ وَآتِي فِي مِثْلِهِمْ . فَتَعَاقَدَا وَتَعَاهَدَا عَلَى ذَلِكَ ، وَاتَّعَدَا الْعَرِيشَ لِوَقْتٍ جَعَلاهُ بَيْنَهُمَا ، ثُمَّ تَفَرَّقَا وَرَجَعَ عَمْرٌو إِلَى مُعَاوِيَةَ ، فَأَخْبَرَهُ الْخَبَرَ ، فَلَمَّا رَحَلَ الأَجَلُ سَارَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا إِلَى صَاحِبِهِ فِي مِائَةِ رَاكِبٍ ، وَجَعَلَ عَمْرٌو لَهُ جَيْشًا خَلْفَهُ ، وَكَانَ ابْنُ أَبِي حُذَيْفَةَ يَتَقَدَّمُهُ فَيَنْطَوِي خَبَرُهُ ، فَلَمَّا الْتَقَيَا بِالْعَرِيشِ قَدِمَ جَيْشُ عَمْرٍو عَلَى إِثْرِهِ ، فَعَلِمَ مُحَمَّدٌ أَنَّهُ قَدْ غَدَرَ بِهِ ، فَانْحَازَ إِلَى قَصْرٍ بِالْعَرِيشِ فَتَحَصَّنَ فِيهِ ، فَرَمَاهُ عَمْرٌو بِالْمَنْجَنِيقِ حَتَّى أَخَذَ أَخْذًا فَبَعَثَ بِهِ عَمْرٌو إِلَى مُعَاوِيَةَ فَسَجَنَهُ عِنْدَهُ ، وَكَانَتِ ابْنَةُ قَرَظَةَ امْرَأَةِ مُعَاوِيَةَ ابْنَةُ عَمَّةِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حُذَيْفَةَ ، أُمُّهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ ، تَصْنَعُ لَهُ طَعَامًا وَتُرْسِلُ بِهِ إِلَيْهِ وَهُوَ فِي السِّجْنِ ، فَلَمَّا سَارَ مُعَاوِيَة إِلَى صِفِّينَ ، أَرْسَلَتِ ابْنَةُ قَرَظَةَ بِشَيْءٍ فِيهِ مَسَاحِلُ مِنْ حَدِيدٍ إِلَى ابْنِ أَبِي حُذَيْفَةَ ، فَقَطَعَ بِهَا الْحَدِيدَ عَنْهُ ، ثُمَّ جَاءَ فَاخْتَبَأَ فِي مَغَارَةٍ بِجَبَلِ الذِّيبِ بِفِلَسْطِينَ فَدَلَّ نَبَطِيٌّ عَلَيْهِ رِشْدِينَ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ أَبِيهِ ، وَكَانَ مُعَاوِيَةُ خَلَّفَهُ عَلَى فِلَسْطِينَ فَأَخَذَهُ ، فَقَالَ لَهُ مُحَمَّد : أَنْشُدُكَ اللَّهَ لَمَا خَلَّيْتَ سَبِيلِي . فَقَالَ لَهُ : أُخَلِّي سَبِيلَكَ فَتَذْهَبُ إِلَى ابْنِ أَبِي طَالِبٍ وَتُقَاتِلُ مَعَهُ ابْنَ عَمَّتِكَ وَابْنَ عَمِّكَ مُعَاوِيَةَ ، وَقَدْ كُنْتُ فِيمَنْ شَايَعَ عَلِيًّا عَلَى قَتْلِ عُثْمَانَ ، فَقَدَّمَهُ فَضَرَبَ عُنُقَهُ " . وَقَالَ الْمَدَائِنِيُّ : وَقَدْ قِيلَ : إِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي حُذَيْفَةَ كَانَ فِي جَيْشِ ابْنِ أَبِي بَكْرٍ فَأَخَذَ وَبَعَثَ بِهِ إِلَى مُعَاوِيَةَ . وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عَمْرٌو | عمرو بن العاص القرشي / توفي في :43 | صحابي |
صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ | صالح بن كيسان الدوسي | ثقة ثبت |
ابْنِ جُعْدُبَةَ | يزيد بن عياض الليثي | منكر الحديث |
وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ | وهب بن جرير الأزدي / توفي في :206 | ثقة |