غارة زياد بن خصفة بن ثقف التميمي على جانب الشام واستثارة علي اهل الكوفة لقتال معاوية


تفسير

رقم الحديث : 1075

حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ سَالِمٍ ، ثنا حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ سَالِمٍ ، ثنا وَهْبٌ ، قَالَ : قَالَ أَبِي ، وَأَحْسَبُ رَوَاهُ عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ ، قَالَ : " لَمَّا بَايَعَ أَهْلُ الْكُوفَةِ الْحَسَنَ أَطَاعُوهُ وَأَحَبُّوهُ أَشَدَّ مِنْ حُبِّهِمْ لأَبِيهِ ، وَاجْتَمَعَ لَهُ خَمْسُونَ أَلْفًا ، فَخَرَجَ بِهِمْ حَتَّى أَتَى الْمَدَائِنَ ، وَسَرَّحَ بَيْنَ يَدَيْهِ قَيْسَ بْنَ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ الأَنْصَارِيَّ فِي عِشْرِينَ أَلْفًا ، فَنَزَلَ بِمَسْكَنٍ ، وَأَقْبَلَ مُعَاوِيَةُ مِنَ الشَّامِ فِي جَيْشٍ ، ثُمَّ إِنَّ الْحَسَنَ خَلا نَاحِيَةَ الْحُسَيْنِ ، فَقَالَ : يَا هَذَا ، إِنِّي نَظَرْتُ فِي أَمْرِي فَوَجَدْتُنِي لا أَصِلُ إِلَى الأَمْرِ حَتَّى يُقْتَلَ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ وَالشَّامِ مَنْ لا أُحِبُّ أَنْ أَحْتَمِلَ دَمَهُ ، وَقَدْ رَأَيْتُ أَنْ أُسْلِمَ الأَمْرَ إِلَى مُعَاوِيَةَ فَأُشَارِكَهُ فِي إِحْسَانِهِ وَيَكُونُ عَلَيْهِ إِسَاءَتُهُ ، فَقَالَ الْحُسَيْنُ : أَنْشُدُكَ اللَّهَ أَنْ تَكُونَ أَوَّلَ مَنْ عَابَ أَبَاكَ ، وَطَعَنَ عَلَيْهِ وَرَغِبَ عَنْ أَمْرِهِ . فَقَالَ : إِنِّي لا أَرَى مَا تَقُولُ ، وَوَاللَّهِ لَئِنْ لَمْ تُتَابِعْنِي لأَشُدَّنَّكَ فِي الْحَدِيدِ فَلا تَزَالُ فِيهِ حَتَّى أَفْرَغَ مِنْ أَمْرِي . قَالَ : فَشَأْنُكَ . فَقَامَ الْحَسَنُ خَطِيبًا فَذَكَرَ رَأْيَهُ فِي الصُّلْحِ وَالسِّلْمِ لِمَا كَرِهَ مِنْ سَفْكِ الدِّمَاءِ ، وَإِقَامَةِ الْحَرْبِ ، فَوَثَبَ عَلَيْهِ أَهْلُ الْكُوفَةِ وَانْتَهَبُوا مَالَهُ ، وَخَرَقُوا سُرَادِقَهُ ، وَشَتَمُوهُ ، وَعَجَزُوهُ ، ثُمَّ انْصَرَفُوا عَنْهُ وَلَحِقُوا بِالْكُوفَةِ ، فَبَلَغَ الْخَبَرُ قَيْسًا فَخَرَجَ إِلَى أَصْحَابِهِ ، فَقَالَ : يَا قَوْمُ ، إِنَّ هَؤُلاءِ الْقَوْمَ كَذَّبُوا مُحَمَّدًا وَكَفَرُوا بِهِ مَا وَجَدُوا إِلَى ذَلِكَ سَبِيلا ، فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ ، وَمِنْ خَلْفِهِمْ ، وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ دَخَلُوا فِي الإِسْلامِ كُرْهًا ، وَفِي أَنْفُسِهِمْ مَا فِيهَا مِنَ النِّفَاقِ ، فَلَمَّا وَجَدُوا السَّبِيلَ إِلَى خِلافِهِ أَظْهَرُوا مَا فِي أَنْفُسِهِمْ ، وَإِنَّ الْحَسَنَ عَجَزَ وَضَعُفَ وَرَكَنَ إِلَى صُلْحِ مُعَاوِيَةَ ، فَإِنْ شِئْتُمْ أَنْ تُقَاتِلُوا بِغَيْرِ إِمَامٍ فَعَلْتُمْ ، وَإِنْ شِئْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا فِي الْفِتْنَةِ دَخَلْتُمْ ، قَالُوا : فَإِنَّا نَدْخُلُ فِي الْفِتْنَةِ . وَأَعْطَى مُعَاوِيَةُ حَسَنًا مَا أَرَادَ فِي صَحِيفَةٍ بَعَثَ بِهَا إِلَيْهِ مَخْتُومَةً اشْتَرَطَ الْحَسَنُ فِيهَا شُرُوطًا ، فَلَمَّا بَايَعَ مُعَاوِيَةَ لَمْ يُعْطِهِ مِمَّا كَتَبَ شَيْئًا ، فَانْصَرَفَ الْحَسَنُ إِلَى الْمَدِينَةِ وَمُعَاوِيَةُ إِلَى الشَّامِ " . قَالُوا : وَلَمَّا صَالَحَ الْحَسَنُ مُعَاوِيَةَ وَثَبَ حُمْرَانُ بْنُ أَبَانٍ فَأَخَذَ الْبَصْرَةَ ، وَأَرَادَ مُعَاوِيَةُ أَنْ يَبْعَثَ إِلَيْهَا رَجُلا مِنْ أَهْلِ الشَّامِ مِنْ بَلْقَيْنِ فَكَلَّمَهُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ فِي ذَلِكَ فَأَمْسَكَ .

الرواه :

الأسم الرتبة
الْحَسَنَ

صحابي

Whoops, looks like something went wrong.