وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ ، ثنا وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ ، ثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ ، ثنا أَبِي ، قَالَ : سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ أَسَدٍ يُحَدِّثُ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، قَالَ : بُويِعَ الْحَسَنُ بَعْدَ أَبِيهِ ، فَقَالَ لأَصْحَابِهِ فِي بَيْعَتِهِ : " تُسَالِمُونَ مَنْ سَالَمْتُ وَتُحَارِبُونَ مَنْ حَارَبْتُ " . فَلَمَّا سَمِعُوا شَرْطَهُ ارْتَابُوا فَطَعَنَهُ رَجُلٌ طَعْنَةً أَشْوَتْهُ ، فَازْدَادَ لَهُمْ بُغْضًا وَمِنْهُمْ ذُعْرًا ، وَأَرْسَلَ إِلَى مُعَاوِيَةَ بِكِتَابِ شَرْطٍ اشْتَرَطَهُ ، وَفِيهِ : إِنْ أَعْطَيْتَنِي مَا فِيهِ بَايَعْتُكَ ، وَكَانَ مُعَاوِيَةُ بَعَثَ إِلَى الْحَسَنِ بِصَحِيفَةٍ بَيْضَاءَ مَخْتُومَةٍ فِي أَسْفَلِهَا ، فَقَالَ : اكْتُبْ فِيهَا مَا شِئْتَ . فَكَتَبَ الْحَسَنُ فِيهَا مَا أَرَادَ ، ثُمَّ إِنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ أَمَرَ مُعَاوِيَةَ أَنْ يَأْمُرَ الْحَسَنَ بِالْخُطْبَةِ فَأَمَرَهُ ، فَقَالَ الْحَسَنُ بَعْدَ أَنْ حَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ : أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ اللَّهَ هَدَاكَ بِأَوَّلِنَا وَحَقَنَ دِمَاءَكُمْ بِآخِرِنَا ، وَإِنَّ لِهَذَا الأَمْرِ مُدَّةً ، وَالدُّنْيَا دَارُ زَوَالٍ ، وَقَالَ اللَّهُ وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ سورة الأنبياء آية 111 . ثُمَّ إِنَّ الْحَسَنَ لَحِقَ بِالْمَدِينَةِ ، وَقَالَ مُعَاوِيَةُ لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ : اكْفِنِي الْكُوفَةَ ، قَالَ : فَكَيْفَ تَرَى فِي مِصْرَ ؟ قَالَ : ابْعَثْ عَلَيْهَا ابْنَكَ . وَقَدِمَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ الثَّقَفِيُّ عَلَيْهِ ، وَكَانَ مُقِيمًا بِالطَّائِفِ مُعْتَزِلًا أَمْرَ النَّاسِ ، فَقَالَ لِمُعَاوِيَةَ : أَتُؤَمِّرُ عَمْرًا عَلَى الْكُوفَةِ وَابْنَهُ عَلَى مِصْرَ فَتَكُونُ كَالْقَاعِدِ بَيْنَ لَحْيَيِ الأَسَدِ . قَالَ : فَمَا تَرَى ؟ قَالَ : أَنَا أَكْفِيكَ الْكُوفَةَ ، قَالَ : نِعْمَ مَا رَأَيْتَ . وَبَلَغَ عَمْرًا ذَلِكَ ، فَقَالَ لِمُعَاوِيَةَ : أَلا أَدُلُّكَ عَلَى أَمِيرٍ لِلْكُوفَةِ ؟ قَالَ : بَلَى ، قَالَ : الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ ، وَلَهُ وَاسْتَعِنْ بِرَأْيِهِ وَقُرَّةِ مَكِيدَتِهِ ، وَاعْزِلْهُ عَنِ الْخَرَاجِ وَالْمَالِ فَقَدْ كَانَ عُمَرُ ، وَعُثْمَانُ فَعَلا بِهِ ذَلِكَ . فَقَالَ مُعَاوِيَةُ : نِعْمَ مَا رَأَيْتَ . وَدَخَلَ الْمُغِيرَةُ عَلَى مُعَاوِيَةَ ، فَقَالَ لَهُ : إِنِّي قَدْ كُنْتُ جَمَعْتُ لَكَ الْجُنْدَ وَالْمَالَ ، ثُمَّ ذَكَرْتُ أَنَّ الْخَلِيفَتَيْنِ قَبْلِي كَانَا يُولِيَانِكَ الْجُنْدَ وَيَعْزِلانِ عَنْكَ الْخَرَاجَ ، فَخَرَجَ الْمُغِيرَةُ ، فَقَالَ لأَصْحَابِهِ : قَدْ عُزِلْتُ عَنِ الْخَرَاجِ وَهَذَا رَأْيٌ لَمْ يُغَيَّبْ عَنْهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ، يَعْنِي : عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ ، وَيَقُولُ إِنَّهُ مِنْ مَشُورَتِهِ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
الْحَسَنُ | الحسن بن علي الهاشمي | صحابي |
الزُّهْرِيِّ | محمد بن شهاب الزهري / ولد في :52 / توفي في :124 | الفقيه الحافظ متفق على جلالته وإتقانه |
وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ | وهب بن جرير الأزدي / توفي في :206 | ثقة |