وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الأَعْرَابِيُّ ، عَنِ الْهَيْثَمِ ، عَنْ عَوَانَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الأَعْرَابِيُّ ، عَنِ الْهَيْثَمِ ، عَنْ عَوَانَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : " اضْطَرَّتِ السَّمَاءُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ وَهُوَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ إِلَى مَنْزِلِ أَعْرَابِيٍّ فَذَبَحَ الأَعْرَابِيُّ لَهُ عَنْزًا لَمْ يَكُنْ لَهُ غَيْرُهَا وَقَرَاهُ ، فَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ لِقَهْرَمَانِهِ مِقْسَمٍ مَوْلاهُ : كَمْ مَعَكَ ؟ قَالَ : خَمْسُ مِائَةِ دِينَارٍ . قَالَ : ادْفَعْهَا إِلَى الأَعْرَابِيِّ . فَقَالَ : إِنَّمَا ذَبَحَ لَكَ عَنْزًا قِيمَتَهَا خَمْسَةِ دَرَاهِمَ وَهُوَ رَجُلٌ لا تَعْرِفُهُ . قَالَ : هَبْنِي لا أَعْرِفُهُ أَمَا أَعْرِفُ نَفْسِي وَقَدْرِي ؟ لَقَدْ فَعَلَ بِنَا أَكْثَرَ مِمَّا فَعَلْنَاهُ بِهِ ، بَذَلَ لَنَا مَجْهُودَهُ وَبَذَلْنَا لَهُ مَيْسُورَنَا . قَالَ : ثُمَّ إِنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ مَرَّ بِالأَعْرَابِيِّ وَهُوَ مُنْصَرِفٌ مِنْ سَفَرِهِ يُرِيدُ الْمَدِينَةَ فَإِذَا لَهُ نَعَمٌ وَشَاءٌ وَعَبِيدٌ ، فَسَأَلَهُ النُّزُولَ بِهِ ، وَقَالَ : هَذِهِ نِعْمَتُكَ وَفَضْلُكَ ، فَأَخْبَرَهُ بِحَاجَتِهِ إِلَى إِغْذَاذِ السَّيْرِ وَالتَّعْجِيلِ ثُمَّ فَكَّرَ ، فَقَالَ : إِنِّي لأَخَافُ أَنْ يَظُنَّ الأَعْرَابِيُّ إِنَّمَا اعْتَلَلْنَا عَلَيْهِ كَرَاهَةَ أَنْ نَرْفدَهُ . فَرَدَّ وَكِيلَهُ إِلَيْهِ بِخَمْسِ مِائَةِ دِينَارٍ فَقَبَضَهَا ، وَأَقْبَلَ مَعَ الْوَكِيلِ حِينَ رَجَعَ ، فَقَالَ لِعُبَيْدِ اللَّهِ : إِنَّ الْمَدْحَ لَيَقِلُّ لَكَ غَيْرَ أَنِّي أُنْشِدُكَ أَبْيَاتًا كُنْتُ قُلْتُهَا فِيكَ " . فَأَنْشَدَهُ : تَوَسَّمْتُهُ لَمَّا رَأَيْتُ مَهَابَةً عَلَيْهِ فَقُلْتُ الْمَرْءُ مِنْ آلِ هَاشِمِ أَوِ الْمرْءُ مِنْ آلِ الْمُرَارِ فَإِنَّهُمْ مُلُوكٌ وَأَبْنَاءُ الْمُلُوكِ الأَكَارِمِ فَقُمْتُ إِلَى عَنْزٍ بَقِيَّةُ أَعْنُزٍ فَجَدَلْتُهَا فِعْلُ امْرِئٍ غَيْرِ نَادِمِ فَعَوَّضَنِي مِنْهَا غِنَايَ وَجَادَ لِي بِمَا لَمْ يَجُدْ عَفْوًا بِهِ كَفُّ آدَمِي فَقُلْ لِعُبَيْدِ اللَّهِ لا زِلْتَ سَالِمًا عَزِيزًا وَمَنْ عَادَيْتَهُ غَيْرَ سَالِمِ وَكَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ ، يَقُولُ : " ثَوْبُكَ عَلَى غَيْرِكَ أَحْسَنُ مِنْهُ عَلَيْكَ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |