واما معاوية بن ابى سفيان


تفسير

رقم الحديث : 1405

الْمَدَائِنِيّ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ عُبَيْدٍ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ ، قَالَ : الْمَدَائِنِيّ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ عُبَيْدٍ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ ، قَالَ : قَالَ مُعَاوِيَةَ لآذِنِهِ : " ابْغِنِي قَوْمًا يَتَحَدَّثُونَ عِنْدِي وَيُحَدِّثُونِي ، فَأَدْخَلَ إِلَيْهِ أَرْبَعَةً مِنْ سُلَيْمٍ فِيهِمْ نَصْرُ بْنُ الْحَجَّاجِ . فَقَالَ مُعَاوِيَةُ : أَتَدْرُونَ لِمَ دَعَوْتُكُمْ ؟ فَقَالَ نَصْرٌ : دَعَوْتَنَا لأَمْرٍ حَزَبَ وَنَازِلَةٍ نَزَلَتْ ، فَأَرَدْتَ النَّصِيحَةَ وَالرَّأْيَ ، قَالَ : مَا كَانَ بِحَمْدِ اللَّهِ إِلا خَيْرٌ وَلا جَاءَنَا إِلا مَا نُحِبُّ . قَالَ : فَدَعَوْتَنَا لأَنَّكَ رَوَأْتَ فَقُلْتَ : مَا تَرَكْتُ رَحِمًا إِلا وَصَلْتُهَا وَزَيَّدْتُهَا ، إِلا رَحِمَ هَذَا الْحَيِّ مِنْ سُلَيْمٍ ، فَدَعَوْتَنَا لِلصِّلَةِ وَقَضَاءِ الْحَقِّ . قَالَ : إِنَّكُمْ لِذَلِكَ لأَهْلٌ وَمَا لِذَلِكَ دَعَوْتُكُمْ ، قَالُوا : لأَمْرٍ عَرَاكَ فَأَرَدْتَ أَنْ نُحَدِّثَكَ لِيَذْهَبَ غَمُّكَ ، فَإِنْ أَرَدْتَ حَدِيثَ الْجَاهِلِيَّةِ وَأَيَّامَ الْعَرَبِ وَأَنْسَابَهَا فَنَحْنُ بَنُوهَا ، وَإِنْ أَرَدْتَ حَدِيثَ الإِسْلامِ فَنَحْنُ أَهْلُهُ ، قَرَأْنَا كِتَابَ اللَّهِ ، وَفَقِهْنَا فِي الدِّينِ ، وَإِنْ أَرَدْتَ عِلْمَ الْعَجَمِ فَقَدْ غَزَوْنَاهُمْ وَلَنَا بِأُمُورِهِمْ عِلْمٌ . قَالَ : فَأَطْرَقَ مُعَاوِيَةُ طَوِيلا ، ثُمَّ قَالَ : أَنَا خَيْرُ قُرَيْشٍ لَهَا حَيًّا وَمَيِّتًا . قَالَ نَصْرٌ : ذَاكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، هَدَاهَا اللَّهُ بِهِ مِنَ الضَّلالَةِ ، وَبَصَّرَهَا بَعْدَ الْحِيرَةِ ، وَأَعَزَّهَا بَعْدَ الذِّلَّةِ ، وَأَغْنَاهَا مِنَ الْفَقْرِ ، وَجَمَعَ لَهَا بِهِ الْحُسْنَيَيْنِ الْخِلافَةَ فِي الدُّنْيَا ، وَحُسْنَ الثَّوَابِ فِي الآخِرَةِ ، وَأَوْرَثَهَا كِتَابَ اللَّهِ فَصِرْتُمْ بِهِ عَلَيْنَا أَرْبَابًا ، وَلَكِنْ إِنْ شِئْتَ أَخْبَرْنَاكَ أَنَّكَ شَرُّ قُرَيْشٍ لَهَا حَيًّا وَمَيِّتًا . قَالَ : وَكَيْفَ ؟ قَالَ : لانَتْ لَهَا أَكْنَافُكَ ، وَانْثَنَتْ لَهَا أَعْطَافُكَ ، وَجَادَتْ لَهَا كَفُّكَ ، وَعَوَّدْتَهَا بِحِلْمِكَ عَادَةً لا يَحْمِلُهَا لَهَا مَنْ بَعْدَكَ ، فَأَطْغَيْتَ بَرَّهَا وَأَكْفَرْتَ فَاجِرَهَا ، فَكَأَنِّي بِهِمْ إِذَا فَقَدُوا مَا عَوَّدْتَهُمْ قَدْ ثَارُوا إِلَى الْقَنَا فَعَقَدُوا فِيهَا خُمُرَهُمْ ، فَأَصْبَحُوا مُصَرَّعِينَ شَائِلَةً أَرْجُلُهُمْ بِأَفْوَاهِ السِّكَكِ ، فَقَامَ مُعَاوِيَةُ وَخَرَجُوا ، فَدَعَا آذِنَهُ ، فَقَالَ : وَاللَّه مَا اسْتَرَحْتُ مِنْ هَؤُلاءِ إِلَى مُسْتَرَاحٍ ، وَيْحَكَ أَرَدْتُ قَوْمًا يُحَدِّثُونِي حَدِيثًا سَهْلا فَجِئْتَنِي بِشَيْطَانٍ " .

الرواه :

الأسم الرتبة
مُعَاوِيَةَ

صحابي

Whoops, looks like something went wrong.