أَبُو الْحَسَنِ الْمَدَائِنِيُّ ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَطِيَّةَ ، قَالَ : أَبُو الْحَسَنِ الْمَدَائِنِيُّ ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَطِيَّةَ ، قَالَ : " خَرَجَ مُعَاوِيَةُ مِنْ دِمَشْقَ هَارِبًا مِنَ الطَّاعُونِ ، فَلَمَّا كَفَّ الطَّاعُونُ رَجَعَ إِلَيْهَا ، فَبَيْنَا هُوَ يَسِيرُ ، وَقَدْ قَرُبَ مِنَ الْغُوطَةِ ، وَقَيْسُ بْنُ ثَوْرٍ الْكِنْدِيُّ ، وَابْنُ زَمْلٍ السَّكْسَكِيُّ يُسَايِرُ ، أَنَّهُ أَقْبَلَ هَمَّامُ بْنُ قَبِيصَةَ النُّمَيْرِيُّ ، فَأَرَادَ أَنْ يَدْخُلَ بَيْنَ مُعَاوِيَةَ وَبَيْنَهُمَا . فَقَالَ مُعَاوِيَةُ : أَلا أُخْبِرُكُمْ عَنْ صَدْرِنَا ؟ قَالُوا : بَلَى ، قَالَ : إِنَّ اللَّهَ بَعَثَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانَ فَضْلُهُ لا يُوصَفُ وَلا يُبْلَغُ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ إِلَيْهِ ، ثُمَّ وَلِيَ أَبُو بَكْرٍ فَلَمْ يُرِدِ الدُّنْيَا وَلَمْ تُرِدْهُ ، ثُمَّ وَلِيَ عُمَرُ فَأَرَادَتْهُ الدُّنْيَا وَلَمْ يُرِدْهَا ، ثُمَّ وَلِيَ عُثْمَانُ فَأَرَادَتْهُ الدُّنْيَا وَأَرَادَهَا حَتَّى قُتِلَ ، ثُمَّ صَارَ الأَمْرُ إِلَيَّ فَوَاللَّهِ مَا بَلَغَ مِنْ حُسْنِ عَمَلِي مَا يَكُونُ مِثْلَ سَيِّئِ عُثْمَانَ الَّذِي قُتِلَ عَلَيْهِ ، ثُمَّ بَكَى . فَقَالَ هَمَّامُ بْنُ قَبِيصَةَ : مَا بُكَاؤُكَ مِنْ أَمْرٍ أَنْتَ مُقِيمٌ عَلَيْهِ لا تُنْزَعُ عَنْهُ ؟ فَلَمْ يُكَلِّمُهُ مُعَاوِيَةُ وَمَضَى حَتَّى أَشْرَفَ عَلَى الْغُوطَةِ ، فَقَالَ : أَيُّ بُسْتَانِ رَجُلٍ ، فَقَالَ هَمَّامٌ : يَا مُعَاوِيَةُ ، مَلَكْتَ الشَّرْقَ وَالْغَرْبَ فَلَمْ تَكْتَفِ بِذَلِكَ حَتَّى أَرَدْتَ أَنْ تَأْخُذَ أَمْوَالَنَا ، لا أَشْبَعَ اللَّهُ بَطْنَكَ . فَضَحِكَ مُعَاوِيَةُ ثُمَّ حَرَّكَ دَابَّتَهُ ، فَقَالَ : حَتَّى نُمَيْرٍ تَحَاقَّنِي فِي الْغُوطَةِ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
مُعَاوِيَةُ | معاوية بن أبي سفيان الأموي / توفي في :60 | صحابي |