حَدَّثَنَا خَلَفٌ ، وَأَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا حَدَّثَنَا خَلَفٌ ، وَأَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ ، عَنْ جُوَيْرِيَةَ ، عَنْ أَشْيَاخِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ، أَنَّ مُعَاوِيَةَ ، قَالَ لِيَزِيدَ ابْنِهِ : " إِنَّ لَكَ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ يَوْمًا ، فَإِنْ فَعَلُوهَا فَارْمِهِمْ بِمُسْلِمِ بْنِ عُقْبَةَ ، فَإِنَّهُ رَجُلٌ قَدْ عَرَفْنَا نَصِيحَتَهُ ، فَلَمَّا مَلَكَ يَزِيدُ وَفَدَ إِلَيْهِ وَفْدُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ، وَكَانَ فِيهِمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَنْظَلَةَ غَسِيلُ الْمَلائِكَةِ ، وَكَانَ حَنْظَلَةُ اسْتُشْهِدَ يَوْمَ أُحُدٍ فَغَسَّلَتْهُ الْمَلائِكَةُ ، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ شَرِيفًا عَابِدًا ، وَمَعَهُ ثَمَانِيَةُ أَوْلادٍ لَهُ ، فَأَعْطَاهُ مِائَةَ أَلْفٍ وَأَعْطَى كُلَّ وَاحِدٍ مِنْ بَنِيهِ عَشْرَةَ آلافٍ سِوَى كِسْوَتِهِمْ وَحِمْلانِهِمْ . فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى الْمَدِينَةِ سَأَلُوهُ عَنْ يَزِيدَ ، فَقَالَ : جِئْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ رَجُلٍ وَاللَّهِ إِنْ لَوْ لَمْ أَجِدْ غَيْرَ بَنِيَّ هَؤُلاءِ لَجَاهَدْتُهُ بِهِمْ . فَقَالُوا : بَلَغَنَا أَنَّهُ أَجَازَكَ وَأَعْطَاكَ . فَقَالَ : مَا قَبِلْتُ ذَلِكَ مِنْهُ إِلا لأَقْوَى بِهِ عَلَيْهِ فَبَايِعُوهُ ، وَبَلَغَ ذَلِكَ يَزِيدَ فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ مُسْلِمَ بْنَ عُقْبَةَ ، وَبَعَثَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ إِلَى كُلِّ مَاءٍ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الشَّامِ فَصِيرَ فِيهِ زِقٌّ مِنْ قَطَرَانٍ وَغَوَّرُوهُ ، فَتَتَابَعَ الْمَطَرُ فَلَمْ يَسْتَقُوا بِدَلْوٍ حَتَّى وَرَدُوا الْمَدِينَةَ ، فَخَرَجَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ بِجُمُوعٍ كَثِيرَةٍ وَأُهْبَةٍ ، لَمْ يُرَ مِثْلُهَا . فَلَمَّا رَآهُمْ أَهْلُ الشَّامِ هَابُوهُمْ وَكَرِهُوا قِتَالَهُمْ ، وَمُسْلِمٌ شَدِيدُ الْوَجَعِ ، فَأَمَرَ بِسَرِيرِهِ وَهُوَ عَلَيْهِ فَقُدِّمَ حَتَّى جُعِلَ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ ، ثُمَّ أَمَرَ مُنَادِيهِ ، فَنَادَى : قَاتِلُوا عَنِّي ، أَوْ فَدَعُوا ، فَبَيْنَا النَّاسُ فِي قِتَالِهِمْ إِذْ أَتَاهُمْ أَهْلُ الشَّامِ مِنْ قِبَلِ بَنِي حَارِثَةَ وَهُمْ فِي أَجَدِّ مَا كَانُوا فِيهِ مِنَ الْقِتَالِ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ ، وَقِيلَ إِنَّ بَنِي حَارِثَةَ أَقْحَمُوهُمْ فَسَمِعُوا التَّكْبِيرَ مِنْ وَرَائِهِمْ فَانْهَزَمَ النَّاسُ ، فَكَانَ مَنْ أُصِيبَ فِي الْخَنْدَقِ أَكْثَرَ مِمَّنْ قُتِلَ ، فَدَخَلُوا الْمَدِينَةَ ، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَنْظَلَةَ مُسْنَدًا إِلَى أَحَدِ بَنِيهِ وَهُوَ مَعِي ، يَغُطُّ نَوْمًا فَنَبَّهَهُ ابْنُهُ . فَلَمَّا رَأَى مَا صَنَعَ النَّاسُ قَدَّمَ أَكْبَرَ بَنِيهِ فَقُتِلَ بَيْنَ يَدَيْهِ ، ثُمَّ فَعَلَ ذَلِكَ بِجَمِيعِ بَنِيهِ وَاحِدًا بَعْدَ وَاحِدٍ حَتَّى قُتِلُوا بَيْنَ يَدَيْهِ ، ثُمَّ كُسِرَ جَفْنُ سَيْفِهِ وَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ ، وَدَخَلَ مُسْرِفٌ الْمَدِينَةَ وَدَعَا النَّاسَ إِلَى الْبَيْعَةِ عَلَى أَنَّهُمْ خَوَلٌ لِيَزِيدَ يَحْكُمُ بِمَا شَاءَ فِي دِمَائِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ ، حَتَّى أُتِيَ بِابْنِ زَمْعَةَ وَكَانَ صَدِيقًا لِيَزِيدَ . فَقَالَ : أُبَايِعُ عَلَى أَنِّي ابْنُ عَمِّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ يَحْكُمُ فِي دَمِي وَمَالِي . فَقَدَّمَهُ فَضُرِبَ عُنُقُهُ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
مُعَاوِيَةَ | معاوية بن أبي سفيان الأموي / توفي في :60 | صحابي |
جُوَيْرِيَةَ | جارية بن قدامة التميمي | ثقة |
وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ | وهب بن جرير الأزدي / توفي في :206 | ثقة |