وَحَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ الدِّمَشْقِيُّ ، حَدَّثَنَا وَحَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ الدِّمَشْقِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ سُمَيْعٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي ذِئْبٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ ، قَالَ : " لَمَّا وَلِيَ عُثْمَانُ كَرِهَ وِلايَتَهُ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَنَّ عُثْمَانَ كَانَ يُحِبُّ قَوْمَهُ ، فَوَلِيَ النَّاسَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ حَجَّةً وَكَانَ كَثِيرًا مَا يُوَلِّي مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صُحْبَةٌ ، فَكَانَ يَجِيءُ مِنْ أُمَرَائِهِ مَا يُنْكِرُهُ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ يُسْتَعْتَبُ فِيهِمْ فَلا يَعْزِلُهُمْ ، فَلَمَّا كَانَ فِي السِّتِّ الأَوَاخِرِ اسْتَأْثَرَ بِبَنِي عَمِّهِ فَوَلاهُمْ وَوَلَّى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ مِصْرَ فَمَكَثَ عَلَيْهَا سِنِينَ فَجَاءَ أَهْلُ مِصْرَ يَشْكُونَهُ وَيَتَظَلَّمُونَ مِنْهُ ، وَقَدْ كَانَتْ مِنْ عُثْمَانَ قَبْلُ هَنَاتٌ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَأَبِي ذَرٍّ وَعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ ، فَكَانَ فِي قُلُوبِ هُذَيْلٍ وَبَنِي زُهْرَةَ وَبَنِي غِفَارٍ وَأَحْلافِهَا مِنْ غَضَبٍ لأَبِي ذَرٍّ مَا فِيهَا ، وَحَنِقَتْ بَنُو مَخْزُومٍ لِحَالِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ ، فَلَمَّا جَاءَ أَهْلُ مِصْرَ يَشْكُونَ ابْنَ أَبِي سَرْحٍ كَتَبَ إِلَيْهِ كِتَابًا يَتَهَدَّدَهُ فِيهِ ، فَأَبَى أَنْ يَنْزعَ عَمَّا نَهَاهُ عُثْمَانُ عَنْهُ وَضَرَبَ بَعْضَ مَنْ كَانَ شَكَاهُ إِلَى عُثْمَانَ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ حَتَّى قَتَلَهُ ، فَخَرَجَ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ سَبْعُ مِائَةٍ إِلَى الْمَدِينَةِ فَنَزَلُوا الْمَسْجِدَ وَشَكَوْا مَا صَنَعَ بِهِمُ ابْنُ أَبِي سَرْحٍ فِي مَوَاقِيتِ الصَّلاةِ إِلَى أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ ، فَقَامَ طَلْحَةُ إِلَى عُثْمَانَ فَكَلَّمَهُ بِكلامٍ شَدِيدٍ ، وَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّه تَعَالَى عَنْهَا تَسْأَلُهُ أَنْ يُنْصِفَهُمْ مِنْ عَامِلِهِ ، وَدَخَلَ عَلَيْهِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، وَكَانَ مُتَكَلِّمَ الْقَوْمِ ، فَقَالَ لَهُ : إِنَّمَا يَسْأَلُكَ الْقَوْمُ رَجُلا مَكَان رَجُلٍ ، وَقَدِ ادَّعَوْا قِبَلَهُ دَمًا فَاعْزِلْهُ عَنْهُمْ وَاقْضِ بَيْنَهُمْ فَإِنْ وَجَبَ عَلَيْهِ حَقٌّ فَأَنْصِفْهُمْ مِنْهُ ، فَقَالَ لَهُمْ : اخْتَارُوا رَجُلا أُوَلِّيهِ عَلَيْكُمْ مَكَانَهُ ، فَأَشَارَ النَّاسُ عَلَيْهِمْ بِمُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ ، فَقَالُوا : اسْتَعْمِلْ عَلَيْنَا مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ ، فَكَتَبَ عَهْدَهُ عَلَى مِصْرَ وَوَجَّهَ مَعَهُمْ عِدَّةً مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ يَنْظُرُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ ابْنِ أَبِي سَرْحٍ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ | سعيد بن المسيب القرشي | أحد العلماء الأثبات الفقهاء الكبار |