حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ الأَحْمَرِيُّ أَبُو مُسْلِمٍ ، أَنْبَأَنَا حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ الأَحْمَرِيُّ أَبُو مُسْلِمٍ ، أَنْبَأَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَلْبِيُّ ، حَدَّثَنَا وَكَانَتْ أُمُّهُ الْعَالِيَةُ بِنْتُ الأَسْعَرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُرِّ ، جَرِيرِ بْنِ عَمْرٍو الْجُعْفِيِّ قَالَ : وَحَدَّثَنِي لُوطُ بْنُ يَحْيَى أَبُو مِخْنَفٍ بِبَعْضِهِ ، عَنْ أَشْيَاخِهِ ، قَالَ : " شَهِدَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُرِّ الْقَادِسِيَّةَ مَعَ خَالَيْهِ زُهَيْرٍ ، وَمَرْثَدٍ ابْنَيْ قَيْسِ بْنِ مَشْجَعَةَ بْنِ الْمَجْمَعِ ، وَكَانَ شُجَاعًا فَاتِكًا لا يُعْطِي الأُمَرَاءَ طَاعَةً ، ثُمَّ إِنَّهُ صَارَ مَعَ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ ، فَكَانَ يُكْرِمُهُ ، فَبَلَغَ مُعَاوِيَةَ أَنَّهُ يَجْتَمِعُ إِلَيْهِ جُمُوعٌ مِنْ أَصْحَابِهِ ، فَسَأَلَهُ عَنْهُمْ ، فَقَالَ : بِطَانَتِي وَأَصْحَابِي وَإِخْوَانِي أَتَّقِي بِهِمْ إِنْ نَابَنِي أَمْرٌ أَوْ خِفْتُ ظُلَامَةً مِنْ أَمِيرٍ جَائِرٍ ، فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ : لَعَلَّ نَفْسَكَ قَدْ تَطَلَّعَتْ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، فَقَالَ : إِنَّ عَلِيًّا لَعَلَى الْحَقِّ وَأَنْتَ بِذَلِكَ عَالِمٌ ، فَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ : كَذَبْتَ يَا ابْنَ الْحُرِّ ، فَقَالَ : أَنْتَ وَأَبُوكَ أَكْذَبُ مِنِّي ، ثُمَّ خَرَجَ مِنْ عِنْدِ مُعَاوِيَةَ مُغْضَبًا يُرِيدُ الْكُوفَةَ فِي خَمْسِينَ فَارِسًا مِمَّن كَانَ يَنْتَابُهُ ، وَسَأَلَ مُعَاوِيَةُ عَنْهُ ، فَقِيلَ : قَدْ خَرَجَ ، وَسَارَ ابْنُ الْحُرِّ يَوْمَهُ حَتَّى إِذَا أَمْسَى مَنَعَهُ بَعْضُ مَسَالِحِ مُعَاوِيَةَ مِنَ الْمَسِيرِ ، فَشَدَّ وَأَصْحَابُهُ عَلَيْهِمْ فَقَتَلُوا مِنْهُمْ نَفَرًا ، وَهَرَبَ الْبَاقُونَ وَأَخَذُوا مِنْ دَارِهِمْ مَا احْتَاجُوا إِلَيْهِ ، وَأَخَذُوا سِلاحًا مِنْ سِلاحِهِمْ ، وَمَضَى عُبَيْدُ اللَّهِ لا يَمُرُّ عَلَى قَرْيَةٍ مِنْ قُرَى الشَّامِ إِلا أَغَارَ عَلَيْهَا حَتَّى قَدِمَ الْكُوفَةَ ، وَبَلَغَ مُعَاوِيَةَ خَبَرُهُ ، فَقَالَ لِعَمْرٍو : هَذَا مَا هِجْتَ عَلَيْنَا مِنَ ابْنِ الْحُرِّ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |