حَدَّثَنِي عَبَّاسُ بْنُ هِشَامٍ الْكَلْبِيُّ ، عَنْ حَدَّثَنِي عَبَّاسُ بْنُ هِشَامٍ الْكَلْبِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَوَانَةَ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ ، قَالَ : لَمَّا أَتَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ مَقْتَلَ مُصْعَبٍ أَضْرَبَ عَن ذِكْرِهِ أَيَّامًا ، ثُمَّ تَحَدَّثَ بِهِ الإِمَاءُ بِمَكَّةَ فِي الطَّرِيقِ ، ثُمَّ صَعَدَ الْمِنْبَرَ فَجَلَسَ عَلَيْهِ مَلِيًّا لا يَتَكَلَّمُ ، وَإِذَا الْكَآبَةُ بَادِيَةٌ فِي وَجْهِهِ وَجَبِينِهِ يَرْشَحُ عَرَقًا ، قَالَ : فَقُلْتُ لِصَاحِبٍ لِي أَلا تَرَاهُ ، أَتُرَاهُ يَهَابُ الْمَنْطِقَ وَاللَّهِ إِنَّهُ لَخَطِيبٌ جَرِيءٌ فَمَا تَظُنُّهُ تَهَيَّبَ ، قَالَ : أُرَاهُ يُرِيدُ ذِكْرَ مُصْعَبٍ سَيِّدِ الْعَرَبِ ، فَهُوَ يَفْظَعُ ذِكْرَهُ ، ثُمَّ قَامَ ، فَقَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ وَمُلْكُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، يُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ يَشَاءُ وَيَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ يَشَاءُ وَيُعِزُّ مَنْ يَشَاءُ وَيُذِلُّ مَنْ يَشَاءُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، أَلا وَإِنَّهُ لَمْ يُذَلَّ امْرُؤٌ كَانَ مَعَهُ الْحَقُّ ، وَإِنْ كَانَ فَرْدًا وَلَمْ يُعَزَّ أَحَدٌ مِنْ أَوْلِيَاءِ الْبَاطِلِ وَلَوْ كَانَ النَّاسُ مَعَهُ طُرًّا ، إِنْ أَتَانَا خَبَرٌ مِنَ الْعِرَاقِ حَزَنَنَا وَأَفْرَحَنَا ، وَسَاءَنَا وَسَرَّنَا ، أَتَانَا قَتْلُ مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ رَحِمَهُ اللَّهُ ، فَأَمَّا الَّذِي حَزَنَنَا مِنْ ذَلِكَ فَإِنَّ لِفِرَاقِ الْحَمِيمِ لَوْعَةٌ يَجِدُهَا حَمِيمُهُ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ ، ثُمَّ يَرْعَوِي ذَا الرَّأْيِ وَالدِّينِ وَالْحِجَى وَالنُّهَى إِلَى جَمِيلِ الصَّبْرِ ، وَكَرِيمِ الْعَزَاءِ ، وَأَمَّا الَّذِي سَرَّنَا مِنْ ذَلِكَ فَإِنَّا قَدْ عَلِمْنَا أَنَّ قَتْلَهُ شَهَادَةٌ ، وَأَنَّ اللَّهَ جَاعِلٌ ذَلِكَ لَنَا وَلَهُ خِيرَةً ، إِنَّ أَهْلَ الْعِرَاقِ أَهْلُ الْغَدْرِ وَالنِّفَاقِ أَسْلَمُوهُ وَبَاعُوهُ بِأَقَلِّ ثَمَنٍ وَأَخَسِّهِ ، فَقُتِلَ ، وَإِنَّ قُتِلَ فَمَهْ ، قَدْ قُتِلَ أَبُوهُ وَعَمُّهُ وَهُمَا مِنَ الْخِيَارِ الصَّالِحِينَ ، إِنَّا وَاللَّهِ مَا نَمُوتُ حَبَجًا ، مَا نَمُوتُ إِلا قَتْلا قَعْصًا بِأَطْرَافِ الأَسِنَّةِ وَظِبَاةِ السُّيُوفِ ، لَيْسَ كَمَا يَمُوتُ بَنُو مَرْوَانَ فِي حِجَالِهِمْ ، فَوَاللَّهِ مَا قُتِلَ مِنْهُمْ رَجُلٌ قَطُّ فِي جَاهِلِيَّةٍ وَلا إِسْلامٍ ، وَلَئِنِ ابْتُلِيتُ بِالْمُصِيبَةِ بِمُصْعَبٍ ، لَقَدِ ابْتُلِيتُ قَبْلَهُ بِالْمُصِيبَةِ بِإِمَامِي عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ، أَلا وَإِنَّمَا الدُّنْيَا عَارِيَةٌ مِنَ الْمَلِكِ الْجَبَّارِ الَّذِي لا يَزُولُ مُلْكُهُ ، وَلا يَبِيدُ سُلْطَانُهُ فَإِنْ تُقْبِلْ عَلَيَّ لا آخُذُ الأَشِرَ الْبَطَرَ ، وَإِنْ تُدْبِرْ عَنِّي لا أَبْكِ عَلَيْهَا بُكَاءَ الْخَرِفِ الْهَتِرِ ، ثُمَّ نَزَلَ وَهُوَ يَقُولُ : خُذِينِي فَجُرِّينِي ضِبَاعُ وَأَبْشِرِي بِلَحْمِ امْرِئٍ لَمْ يَشْهَدِ الْيَوْمَ نَاصِرُهْ قَالُوا : وَتَمَثَّلَ عَبْدُ اللَّهِ حِينَ قُتِلَ مُصْعَبٌ : لَقَدْ عَجِبْتُ وَمَا بِالدَّهْرِ مِنْ عَجَبٍ أَنِّي قَتَلْتُ وَأَنْتَ الْحَازِمُ الْبَطَلُ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ | عبد الله بن الزبير الأسدي / ولد في :1 / توفي في :73 | صحابي |
رَجُلٍ | رجل خدم النبي | صحابي |
عَوَانَةَ | عوانة بن الحكم الإخباري / توفي في :158 | ضعيف الحديث |