حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الأَسْوَدِ ، ثَنَا حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الأَسْوَدِ ، ثَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، قَالَ : " لَمَّا وَقَفَ الزُّبَيْرُ يَوْمَ الْجَمَلِ دَعَانِي ، فَقَالَ : يَا بُنَيَّ ، إِنَّه لا يُقْتَلُ الْيَوْمَ إِلا ظَالِمٌ أَوْ مَظْلُومٌ ، وَإِنِّي لأَرَانِي إِلا مِمَّا قُتِلَ مَظْلُومًا ، وَإِنَّ أَكْبَرَ هَمِّي دَيْنِي ، أَفَتَرَى دَيْنَنَا يُبْقِي مِنْ مَالِنَا شَيْئًا ؟ ثُمَّ قَالَ : يَا بُنَيَّ ، بِعْ مَالِي وَاقْضِ دَيْنِي ، قَالَ : وَأَوْصَى بِالثُّلُثِ ، وَقَالَ : إِنْ فَضَلَ مِنْ مَالِنَا بَعْدَ قَضَاءِ الدَّيْنِ شَيْءٌ فَثَلِّثْهُ لِوَلَدِكَ ، وَكَانَ بَعْضُ وَلَدِ عَبْدِ اللَّهِ قَدْ أُرِيَ بَعْضُ بَنِي الزُّبَيْرِ : خُبَيْبٌ ، وَعَبَّادٌ ، وَقَالَ : إِنْ عَجَزْتَ عَنْ شَيْءٍ مِنْ دَيْنِي فَاسْتَعِنْ بِمَوْلايَ ، يَعْنِي : اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ، قَالَ : فَوَاللَّهِ مَا دَرَيْتُ مَا عَنَى حَتَّى أَخْبَرَنِي بِهِ ، فَمَا وَقَعْتُ مِنْ دَيْنِهِ فِي كُرْبَةٍ إِلا قُلْتُ : يَا مَوْلَى الزُّبَيْرِ ، أَقْضِ عَنْهُ فَيَقْضِيَهُ . قَالَ : وَقُتِلَ الزُّبَيْرُ وَلَمْ يَدَعْ دِينَارًا وَلا دِرْهَمًا إِلا أَرْضَيْنِ مِنْهَا الْغَابَةَ ، وَأَحَدَ عَشَرَ دَارًا بِالْمَدِينَةِ ، وَدَارًا بِمِصْرَ ، وَدَارًا بِالْكُوفَةِ ، وَدَارًا بِالْبَصْرَةِ . قَالَ : وَمَا وَلِيَ الزُّبَيْرُ إِمَارَةً قَطُّ ، وَلا جِبَايَةً ، وَلا خَرَاجًا وَلا شَيْئًا إِلا أَنْ يَكُونَ فِي غَزَاةٍ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَوْ مَعَ أَبِي بَكْرٍ ، أَوْ مَعَ عُمَرَ ، أَوْ مَعَ عُثْمَانَ . قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : فَحَسَبْتُ مَا عَلَيْهِ مِنَ الدَّيْنِ ، وَإِنَّمَا كَانَ الرَّجُلُ يَسْتَوْدِعُهُ الْمَالَ ، فَيَقُولُ لَهُ الزُّبَيْرُ : هُوَ سَلَفٌ عَلَيْنَا إِنِّي أَخْشَى عَلَيْهِ الضَّيْعَةَ . قَالَ : فَلَقِيَنِي حَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ ، فَقَالَ : يَابْنَ أَخِي ، كَمْ عَلَى أَخِي مِنَ الدَّيْنِ ؟ قُلْتُ : مِائَةُ أَلْفٍ . فَقَالَ : وَاللَّهِ مَا أَرَى أَمْوَالَكُمْ تَتَّسِعُ لِهَذَا ، قُلْتُ : أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ أَلْفَيْ أَلْفٍ وَمِائَتَيْ أَلْفٍ ؟ قَالَ : مَا أَرَاكُمْ تُطِيقُونَ هَذَا ، فَإِنْ عَجَزْتُمْ فَاسْتَعِينُوا بِي . قَالَ : وَكَانَ الزُّبَيْرُ اشْتَرَى الْغَابَةَ بِسَبْعِينَ وَمِائَةِ أَلْفٍ فَبِيعَتْ بِأَلْفِ أَلْفٍ وَسِتِّ مِائَةِ أَلْفٍ . قَالَ : مَنْ كَانَ لَهُ عَلَى الزُّبَيْرِ دَيْنٌ فَلْيُوَافِنَا بِالْغَابَةِ . قَالَ : فَأَتَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، وَكَانَ لَهُ عَلَى الزُّبَيْرِ أَرْبَعُ مِائَةِ أَلْفٍ . فَقَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ : إِنْ شِئْتُمْ تَرَكْتَهَا لَكُمْ ؟ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ : لا . فَقَالَ : قَالَ : فَإِنْ شِئْتُمْ جَعَلْتُمُوهَا فِيمَا يُؤَخَّرُ إِنْ أَخَّرْتُمْ شَيْئًا ؟ قَالَ عَبْدُ اللَّه : لا . قَالَ : فَاقْطَعُوا لِي قِطْعَةً . فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ : لَكَ مِنْ هَاهُنَا إِلَى هَاهُنَا . قَالَ : فَبَاعَ ذَلِكَ بِدَيْنِهِ فَاسْتَوْفَاهُ ، وَبَقِيَ مِنْهَا أَرْبَعَةُ أَسْهُمٍ وَنِصْفٌ فَبَاعَهَا بِأَرْبَعِ مِائَةِ أَلْفٍ وَخَمْسِينَ أَلْفًا ، وَكَانَ مَا بِيعَ قَبْلَ ذَلِكَ بِتَمَامِ أَلْفِ أَلْفٍ وَسِتِّ مِائَةِ أَلْفٍ ، فَلَمَّا قَضَى دَيْنَ أَبِيهِ ، قَالَ وَلَدُ الزُّبَيْرِ : اقْسِمْ بَيْنَنَا مِيرَاثَنَا ، فَقَالَ : لا وَاللَّهِ أَوْ أُنَادِي بِالْمَوْسِمِ أَرْبَعَ سِنِينَ : أَلا مَنْ كَانَ لَهُ عَلَى الزُّبَيْرِ دَيْنٌ فَلْيَأْتِنَا نَقْضِهِ ، فَنَادَى أَرْبَعَ سِنِينَ ثُمَّ قَسَمَ الْمِيرَاثَ بَيْنَهُمْ فَرَفَعَ الثُّلُثَ ، وَكَانَ لِلزُّبَيْرِ أَرْبَعُ نِسْوَةٍ ، فَأَصَابَ كُلُّ امْرَأَةٍ مِنْ ثَمَنِ عَقَارَاتِهِ أَلْفَ أَلْفٍ وَمِائَةَ أَلْفٍ ، فَكَانَ الثُّمُنُ : أَرْبَعَةَ آلافِ أَلْفٍ وَأَرْبَعَ مِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ ، وَكَانَ ثُلُثَا الْمَالِ الَّذِي اقْتَسَمَهُ الْوَرَثَةُ خَمْسَةً وَثَلاثِينَ أَلْفِ أَلْفٍ وَمِائَتَيْ أَلْفٍ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
الزُّبَيْرُ | الزبير بن العوام الأسدي | صحابي |
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ | عبد الله بن الزبير الأسدي / ولد في :1 / توفي في :73 | صحابي |
أَبِيهِ | عروة بن الزبير الأسدي / توفي في :94 | ثقة فقيه مشهور |
هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ | هشام بن عروة الأسدي / ولد في :58 / توفي في :145 | ثقة إمام في الحديث |
أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ | حماد بن أسامة القرشي | ثقة ثبت |