حَدَّثَنِي حَفْصُ بْنُ عُمَرَ ، ثنا الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ الأَيْلِيِّ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي حَفْصُ بْنُ عُمَرَ ، ثنا الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ الأَيْلِيِّ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ ، قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ فِي مَرَضِهِ . فَقَالَ : " قَدِ اجْتَمَعَ عَلَيَّ مَعَ مَرَضِي مَرَضٌ آخَرُ ، يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ إِنِّي وَلَّيْتُ عَلَيْكُمْ خَيْرَكُمْ فَكُلُّكُمْ وَرِمَ مِنْ ذَلِكَ أَنْفُهُ يَوَدُّ أَنَّ الأَمْرَ يَكُونُ لَهُ ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يُرِدِ الدُّنْيَا وَلَمْ تُرِدْهُ ، وَقَدْ أَشْرَفَتْ لَكُمْ وَلَمَّا تَأْتِكُمْ ، وَكَأَنْ قَدْ أَتَتْكُمْ حَتَّى تَتَّخِذُوا نَضَائِدَ الدِّيبَاجِ وَسُتُورَ الْحَرِيرِ ، وَحَتَّى يَأْلَمَ أَحَدُكُمْ أَنْ يَنَامَ عَلَى الصُّوفِ كَمَا يَأْلَمُ أَنْ يَنَامَ عَلَى شَوْكِ السَّعْدَانِ ، إِنَّكُمْ أَوَّلُ مَنْ يَضِلُّ مِنَ النَّاسِ بَعْدَ أَنْ كُنْتُمْ هُدَاتَهُمْ ، ثُمَّ قَالَ : وَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أُفَتِّشْ مَنْزِلَ فَاطِمَةَ وَلَوْ نَصَبَ عَلِيٌّ لِي الْحَرْبَ . وَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَحْرِقِ الْفُجَاءَةَ السُّلَمِيَّ وَقَتَلْتُهُ قَتْلا مُرِيحًا ، أَوْ أَطْلَقْتُهُ إِطْلاقًا سَرِيحًا . وَوَدِدْتُ أَنِّي قَتَلْتُ الأَشْعَثَ حِينَ أُتِيتُ بِهِ ، فَإِنَّهُ يُلْقَى فِي رُوعِي أَنَّهُ لا يَرَى غَيًّا إِلا اتَّبَعَهُ ، وَوَدِدْتُ أَنِّي يَوْمَ السَّقِيفَةِ أَخَذْتُ بِيَدِ أَحَبِّ الرَّجُلَيْنِ ، فَبَايَعْتُهُ فَكُنْتُ وَزِيرًا ، وَلَمْ أَكُنْ أَمِيرًا " .