حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، ثنا حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، ثنا الأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ ، أنبأ خَالِدُ بْنُ سَمِيرٍ " أَنَّ رَجُلا يُقَالُ لَهُ : مَعْنُ بْنُ زَائِدَةَ انْتَقَشَ عَلَى خَاتَمِ الْخِلافَةِ ، فَأَصَابَ خَرَاجًا مِنْ خَرَاجِ الْكُوفَةِ ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ، فَكَتَبَ إِلَى الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ : إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ رَجُلا يُقَالُ لَهُ مَعْنُ بْنُ زَائِدَةَ انْتَقَشَ عَلَى خَاتَمِ الْخِلافَةِ فَأَصَابَ خَرَاجًا مِنْ خَرَاجِ الْكُوفَةِ فَإِذَا أَتَاكَ كِتَابِي هَذَا فَإِذَا رَأَيْتَهُ فَنَفِّذْ أَمْرِي فِيهِ ، وَأَطِعْ رَسُولِي ، فَلَمَّا صَلَّى الْمُغِيرَةُ الْعَصْرَ وَأَخَذَ النَّاسُ مَجَالِسَهُمْ ، خَرَجَ الْمُغِيرَةُ وَمَعَهُ رَسُولُ عُمَرَ ، فَاشْرَأَبَّ النَّاسُ يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ حَتَّى وَقَفَ عَلَى مَعْنٍ . فَقَالَ لِلرَّسُولِ : إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَمَرَنِي أَنْ أُطِيعَ فِيهِ أَمْرَكَ فَمُرْنِي بِمَا شِئْتَ فَقَالَ : ادْعُ بِجَامِعَةٍ فَاجْعَلْهَا فِي عُنُقِهِ فَفَعَلَ وَجَبَذَهَا جَبْذًا شَدِيدًا ، ثُمَّ قَالَ : احْبِسْهُ إِلَى أَنْ يَأْتِيَك فِيهِ أَمْرُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَفَعَلَ ، وَكَانَ السِّجْنُ يَوْمَئِذٍ مِنْ قَصَبٍ ، فَتَحَيَّلَ مَعْنٌ لِلْخُرُوجِ ، وَبَعَثَ إِلَى أَهْلِهِ أَنِ ابْعَثُوا إِلَيَّ بِنَاقَتِي وَجَارِيَتِي وَعَبَاءَتِي الْقَطَوَانِيَّةِ فَفَعَلُوا ، وَخَرَجَ مِنَ اللَّيْلِ وَأَرْدَفَ جَارِيَتَهُ ، وَسَارَ حَتَّى إِذَا رَهِبَ أَنْ يَفْضَحَهُ الصُّبْحُ أَنَاخَ نَاقَتَهُ وَعَقَلَهَا ، ثُمَّ كَمَنَ حَتَّى إِذَا سَكَنَ عَنْهُ الطَّلَبُ ، أَعَادَ عَلَى نَاقَتِهِ الْعَبَاءَةَ وَأَرْدَفَ جَارِيَتَهُ ثُمَّ سَارَ كَذَلِكَ حَتَّى قَدِمَ عَلَى عُمَرَ وَهُوَ يُوقِظُ الْمُتَهَجِّدِينَ النُّوَّامَ لِصَلاةِ الصُّبْحِ ، وَمَعَهُ دِرَّتُهُ ، فَجَعَلَ نَاقَتَهُ وَجَارِيَتَهُ بِبَعْضِ الْمَوَاضِعِ ، ثُمَّ دَنَا مِنْ عُمَرَ . فَقَالَ : السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ . فَقَالَ : وَعَلَيْكَ مَنْ أَنْتَ ؟ فَقَالَ : مَعْنُ بْنُ زَائِدَةَ قَدْ جِئْتُكَ تَائِبًا قَبْلَ أَنْ تَقْدِرَ عَلَيَّ . فَقَالَ عُمَرُ : أَنْتَ مَعْنٌ فَلا حَيَّاكَ اللَّهُ ، فَلَمَّا صَلَّى الصُّبْحَ قَالَ لِلنَّاسِ : مَكَانَكُمْ . فَلَمَّا طَلَعَتِ الشَّمْسُ . قَالَ : هَذَا مَعْنُ بْنُ زَائِدَةَ انْتَقَشَ عَلَى خَاتَمِ الْخِلافَةِ فَأَصَابَ بِهِ خَرَاجًا مِنْ خَرَاجِ الْكُوفَةِ ، فَأَشِيرُوا عَلَيَّ ، فَقَالَ قَائِلٌ : اقْطَعْ يَدَهُ وَقَالَ قَائِلٌ : اصْلُبْهُ ، وَعَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلامُ سَاكِتٌ ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : مَا تَقُولُ يَا أَبَا الْحَسَنِ ؟ قَالَ : رَجُلٌ كَذَبَ كِذْبَةً عُقُوبَتُهُ فِي بَشَرِهِ ، فَضَرَبَهُ عُمَرُ ضَرْبًا شَدِيدًا ، أَوْ قَالَ مُبَرِّحًا ، وَحَبَسَهُ فَكَانَ مَحْبُوسًا مَا شَاءَ اللَّهُ ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى صَدِيقٍ لَهُ مِنْ قُرَيْشٍ أَنْ كِلِّمْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَخْلِيَةِ سَبِيلِي فَقَدْ بَلَغَ مِنْ عُقُوبَتِي مَا أَرَادَ ، فَكَلَّمَهُ الْقُرَشِيُّ فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، مَعْنُ بْنُ زَائِدَةَ قَدْ أَصَبْتَهُ مِنَ الْعُقُوبَةِ بِمَا كَانَ لَهُ أَهْلا فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُخَلِّيَ سَبِيلَهُ ، فَقَالَ عُمَرُ : ذَكَّرْتَنِي الطَّعْنَ وَقَدْ كُنْتُ نَاسِيًا ثُمَّ دَعَا بِمَعْنٍ فَضَرَبَهُ بِهِ وَأَمَرَ بِهِ إِلَى السِّجْنِ ، فَبَعَثَ مَعْنٌ إِلَى كُلِّ صَدِيقٍ لَهُ لا تَذْكُرُونِي لأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ مَا شَاءَ اللَّهُ ، ثُمَّ إِنَّ عُمَرَ انْتَبَهَ لَهُ ، فَقَالَ : مَعْنُ ، فَأُتِيَ بِهِ فَقَاسَمَهُ مَالَهُ وَخَلَّى سَبِيلَهُ ، أَوْ قَالَ : فَقَاسَمَهُ مَا كَانَ لَهُ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ | عمر بن الخطاب العدوي / توفي في :23 | صحابي |
خَالِدُ بْنُ سَمِيرٍ | خالد بن سمير السدوسي | ثقة |
الأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ | الأسود بن شيبان السدوسي | ثقة |