حَدَّثَنِي عَبَّاسُ بْنُ هِشَامٍ الْكَلْبِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَبَّاسُ بْنُ هِشَامٍ الْكَلْبِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : خَطَبَ الضَّحَّاكُ بْنُ قَيْسٍ عَلَى مِنْبَرِ الْكُوفَةِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، وَقَالَ : " إِنَّ فِيكُمْ رِجَالا يَشْتِمُونَ أَسْلافَنَا الصَّالِحِينَ ، وَأَمَّا وَالَّذِي لَيْسَ لَهُ نِدٌّ وَلا شَرِيكٌ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا عَمَّا يَبْلُغُنِي عَنْكُمْ لأُجَرِّدَنَّ فِيكُمْ سَيْفَ زِيَادَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ ثُمَّ لا تَجِدُونِي ضَعِيفَ السُّورَةِ ، وَلا كَلِيلَ الشَّفْرَةِ ، وَاللَّهِ إِنِّي لَصَاحِبُكُمُ الَّذِي أَغَرْتُ عَلَى بِلادِكُمْ فَسِرْتُ فِيمَا بَيْنَ الثَّعْلَبِيَّةِ وَشَاطِئِ الْفُرَاتِ أُعَاقِبُ مَنْ شِئْتُ وَأَعْفُو عَمَّنْ شَئِتُ ، وَلَقَدْ ذُعِرَتِ الْمَخَبَّئاتُ فِي خُدُورِهِنَّ ، حَتَّى أَنَّ الْمَرْأَةَ لَتُرْهِبُ صِبْيَانَهَا بِي إِذَا بَكَوْا فَمَا تُسْكِنُهُمْ إِلا بِاسْمِي ، وَاعْلَمُوا أَنِّي الضَّحَّاكُ بْنُ قَيْسٍ أَبُو أُنَيْسٍ قَاتِلِ ابْنِ عُمَيْسٍ ، فَقَامَ إِلَيْهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدٍ فَقَالَ : صَدَقَ الأَمِيرُ ، أَعْرِفُ وَاللَّهِ مَا تَقُولُ وَلَقَدْ لَقَيْنَاكَ بِغَرْبِيِّ تَدْمُرَ فَوَجَدْنَاكَ صَبُورًا وَقُورًا أَبِيًّا ، ثُمَّ جَلَسَ وَقَالَ : يَفْخَرُ عَلَيْنَا بِمَا صَنَعَ بِبِلادِنَا لَقَدْ ذَكَرْتُهُ أَبْغَضَ مَوَاطِنِهِ إِلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ الضَّحَّاكُ : لَقَدْ رَأَيْتُ مِنْكُمْ رَجُلا بِغَرْبِيِّ تَدْمُرَ وَمَا كُنْتُ أَرَى فِي النَّاسِ مِثْلَهُ ، حَمَلَ عَلَيْنَا فَمَا كَذَبَ أَنْ ضَرَبَ فِي الْكَتِيبَةِ بِسَيْفِهِ فَصَرَعَ رَجُلا وَضَرَبْتُ رَأْسَهُ ضَرْبَةً شَدِيدَةً وَضَرَبَنِي فَلَمْ يَصْنَعْ شَيْئًا فَمَا رَاعَنِي إِلا مَجِيئُهُ عَاصِبًا رَأْسَهُ مُقْبِلا فَقُلْتُ لَهُ : أَمَا نَهَتْكَ الأُولَى عَنِ الأُخْرَى ؟ فَقَالَ : وَلِمَ وَأَنَا أَحْتَسِبُ ذَلِكَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ حَمَلَ عَلَيَّ فَطَعَنَنِي وَطَعَنْتُهُ ، وَحَمَلَ أَصْحَابَهُ فَاقْتَتَلْنَا ثُمَّ تَحَاجَزْنَا ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدٍ : ذَلِكَ يَوْمٍ قَدْ شَهِدَهُ هَذَا ، يَعْنِي رَبِيعَةَ بْنَ نَاجِذٍ الأَزْدِيَّ وَلا أَحْسَبُ هَذَا الْفَارِسَ الَّذِي ذَكَرَهُ الأَمِيرُ يَخْفَى عَلَيْهِ ، قَالَ لَهُ أَتَعْرِفُهُ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : مَنْ هُوَ ؟ قَالَ : أَنَا ، قَالَ : فَأَرِنِي الضَّرْبَةَ فَأَرَاهُ إِيَّاهَا فَقَالَ : أَرَأْيُكَ الْيَوْمَ كَرَأْيِكَ يَوْمَئِذٍ ؟ قَالَ : لا ، رَأْيِي الْيَوْمَ الْجَمَاعَةُ . قَالَ الضَّحَّاكُ : مَا عَلَيْكُمْ مِنِّي بَأْسٌ ، أَنْتُمْ آمِنُونَ مَا لَمْ تُظْهِرُوا خِلافًا وَلَكِنَّ الْعَجَبَ كَيْفَ نَجَوْتَ مِنْ زِيَادٍ فَلَمْ يَقْتُلْكَ فِيمَنْ قَتَلَ أَوْ يُسَيِّرُكَ . قَالَ : أَمَّا التَّسْيِيرُ فَقَدْ سَيَّرَنِي وَقَدْ عَافَى اللَّهُ مِنَ الْقَتِيلِ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
الضَّحَّاكُ بْنُ قَيْسٍ | الضحاك بن قيس الأكبر | صحابي |