حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنِ الْوَاقِدِيِّ ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ صَفْوَانَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْسَةَ ، قَالَ : " رَغِبْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ عَنْ آلِهَةِ قَوْمِي ، فَلَقِيتُ رَجُلا مِنْ أَهْلِ تَيْمَاءَ ، فَقُلْتُ لَهُ : إِنِّي امْرُؤٌ مِمَّنْ يَعْبُدُ الْحِجَارَةَ ، يَنْزِلُ الْقَوْمُ مِنْهُمْ مَنْزِلا ، فَيَعْمِدُ الرَّجُلُ مِنْهُمْ إِلَى أَرْبَعَةِ أَحْجَارٍ ، فَيَنْصِبُ ثَلاثَةً مِنْهَا لِقِدْرِهِ ، وَيَجْعَلُ أَحْسَنَهَا عِنْدَهُ إِلَهًا يَعْبُدُهُ ، ثُمَّ لَعَلَّهُ أَنْ يَجِدَ مَا هُوَ أَحْسَنُ مِنْهُ قَبْلَ أَنْ يَرْتَحِلَ فَيَتْرُكَهُ ، وَيَأْخُذَ غَيْرَهُ ، فَرَأَيْتُ أَنَّ الْحَجَرَ لا يَنْفَعُ وَلا يَضُرُّ ، فَدُلَّنِي عَلَى دِينٍ خَيْرٍ مِنْ هَذَا . فَقَالَ : إِنَّهُ يَخْرُجُ إِلَى مَكَّةَ رَجُلٌ يَرْغَبُ عَنْ آلِهَةِ قَوْمِهِ ، وَيَدْعُوُ إِلَى غَيْرِهَا ، فَإِذَا رَأَيْتَ ذَلِكَ فَاتَّبِعْهُ . فَلَمْ يَكُنْ لِي هِمَّةٌ حِينَ قَالَ لِي ذَلِكَ إِلا إِتْيَانَ مَكَّةَ وَالْمَسْأَلَةَ عَمَّا حَدَثَ ، فَسَأَلْتُ مَرَّةً ، فَقَالُوا : قَدْ خَرَجَ بِهَا رَجُلٌ رَاغِبٌ عَنْ آلِهَةِ قَوْمِهِ ، فَرَجَعْتُ إِلَى أَهْلِي فَشَدَدْتُ رَاحِلَتِي بِرَحْلِهَا ، ثُمَّ قَدِمْتُ مَنْزِلِي الَّذِي كُنْتُ أَنْزِلُهُ بِمَكَّةَ ، فَسَأَلْتُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَوَجَدْتُهُ مُسْتَخْفِيًا ، وَوَجَدْتُ قُرَيْشًا عَلَيْهِ أَشِدَّاءَ ، فَتَلَطَّفْتُ حَتَّى دَخَلْتُ عَلَيْهِ ، فَقُلْتُ : أَيُّ شَيْءٍ أَنْتَ ؟ قَالَ : نَبِيٌّ . قُلْتُ : وَمَنْ أَرْسَلَكَ ؟ قَالَ : اللَّهُ . قُلْتُ : وَبِمَاذَا أَرْسَلَكَ ؟ قَالَ : بِعِبَادَةَ اللَّهِ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، وَبِحَقْنِ الدِّمَاءِ ، وَكَسْرِ الأَوْثَانِ ، وَصِلَةِ الأَرْحَامِ ، وَإِيمَانِ السُّبُلِ . فَقُلْتُ : نِعْمَ مَا أُرْسِلْتَ بِهِ ، قَدْ آمَنْتُ بِكَ وَصَدَّقْتُكَ أَفَتَأْمُرُنِي أَنْ أَمْكُثَ مَعَكَ أَوْ أَنْصَرِفَ ؟ قَالَ : أَلا تَرَى كَرَاهَةَ النَّاسِ لِمَا جِئْتُ بِهِ ، كُنْ فِي أَهْلِكَ ، فَإِذَا سَمِعْتَ بِي قَدْ خَرَجْتُ مُخْرَجًا فَاتَّبِعْنِي . فَمَكَثْتُ فِي أَهْلِي حَتَّى إِذَا خَرَجَ إِلَى الْمَدِينَةِ سِرْتُ إِلَيْهِ ، فَقُلْتُ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَتَعْرِفُنِي ؟ قَالَ : نَعَمْ أَنْتَ السُّلَمِيُّ الَّذِي أَتَيْتَنِي بِمَكَّةَ . فَقُلْتُ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَيُّ السَّاعَاتِ أَسْمَعُ ؟ قَالَ : الثُّلُثُ الأَخِيرُ ، ثُمَّ الصَّلاةُ مَشْهُودَةٌ مَقْبُولَةٌ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ، فَإِذَا رَأَيْتَهَا قَدْ طَلَعَتْ حَمْرَاءَ كَأَنَّهَا الْحَجْفَةُ فَاقْصُرْ عَنْهَا ، فَإِنَّهَا تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ ، فَيُصَلِّي لَهَا الْكُفَّارُ ، فَإِذَا ارْتَفَعَتْ قَدْرَ رُمْحٍ أَوْ رُمْحَيْنِ ، فَإِنَّ الصَّلاةَ مَشْهُودَةٌ مَقْبُولَةٌ حَتَّى يُسَاوِي الرَّجُلُ ظِلَّهُ ، فَاقْصُرْ عَنْهَا فَإِنَّهَا حِينَئِذٍ تَسْجُرُ جَهَنَّمُ ، فَإِذَا فَاءَ الْفَيْءُ فَصَلِّ فَإِنَّ الصَّلاةَ مَقْبُولَةٌ مَشْهُودَةٌ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ ، فَإِذَا رَأَيْتَهَا قَدْ غَرَبَتْ حَمْرَاءَ كَأَنَّهَا الْحَجْفَةُ فَاقْصُرْ . ثُمَّ ذَكَرَ الْوُضُوءَ ، فَقَالَ : إِذَا تَوَضَّأْتَ فَغَسَلْتَ يَدَيْكَ وَوَجْهَكَ ، وَرِجْلَيْكَ ، فَإِنْ جَلَسْتَ كَانَ ذَلِكَ طُهُورًا ، وَإِنْ قُمْتَ فَصَلَّيْتَ وَذَكَرْتَ رَبَّكَ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ انْصَرَفْتَ مِنْ صَلاتِكَ كَهَيْئَتِكَ يَوْمَ وَلَدَتْكَ أُمُّكَ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عَمْرِو بْنِ عَبْسَةَ | عمرو بن عبسة السلمي | صحابي |
شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ | شهر بن حوشب الأشعري | صدوق كثير الإرسال والأوهام |
ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ | عبد الله بن عبد الرحمن النوفلي | ثقة |
الْحَجَّاجِ بْنِ صَفْوَانَ | الحجاج بن صفوان المدني | ثقة |
الْوَاقِدِيِّ | محمد بن عمر الواقدي / ولد في :130 / توفي في :207 | ضعيف الحديث |
مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ | محمد بن سعد الهاشمي / ولد في :168 / توفي في :230 | صدوق حسن الحديث |