وحدثني مُحَمَّد بْن سَعْد ، عَنِ الواقدي ، وغيره ، قَالُوا : أقام المسلمون برودس سبع سنين في حصن اتخذ لهم ، فلما مات معاوية كتب يزيد إِلَى جنادة يأمره بهدم الحصن والقفل ، وكان معاوية يعاقب بَيْنَ الناس فيها ، وكان مجاهد بْن جبر مقيما بها يقرئ الناس القرآن ، وفتح جنادة بْن أَبِي أمية في سنة أربع وخمسين أرواد وأسكنها معاوية المسلمين ، وكان ممن فتحها مجاهد ، وتبيع بْن امرأة كعب الأحبار ، وبها أقرا مجاهد تبيعا القرآن ، ويقال : أنه أقراه القرآن برودس وأرواد جزيرة بالقرب منَ القسطنطينية ، وغزا جنادة أقريطش ، فلما كان زمن الوليد فتح بعضها ، ثُمَّ أغلق وغزاها حميد بْن معيوق الهمداني في خلافة الرشيد ، ففتح بعضها ، ثُمَّ غزاها في خلافة المأمون أَبُو حفص عُمَر بْن عِيسَى الأندلسي المعروف بالأقريطشي ، وافتتح منها حصنا واحدا ونزله ، ثُمَّ لم يزل يفتح شيئا بعد شيء حَتَّى لم يبق فيها منَ الروم أحد وأخرب حصونهم .