وحدثني مشايخ من أهل المفازة ، وهي متاخمة لسيسر أن الجرشي لما ولى الجبل جلا أهل المفازة عنها فرفضوها ، وكان للجرشي قائد يقال له : همام بْن هانئ العبدي ، فألجأ إليه أكثر أهل المفازة ضياعهم ، وغلب عَلَى ما فيها ، فكان يؤدي حق بيت المال فيها حَتَّى تُوُفِّيَ ، وضعف ولده عَنِ القيام بها ، فلما أقبل المأمون أمير الْمُؤْمِنِين من خراسان بعد قتل مُحَمَّد بْن زبيدة يريد مدينة السلام اعترضه بعض ولد همام ، ورجل من أهلها ، يقال له : مُحَمَّد بْن العَبَّاس ، وأخبرا بقصتها ورضاء جميع أهلها أن يعطوه رقبتها ، ويكونوا مزارعين له فيها ، عَلَى أن يعزوا ويمتنعوا منَ الصعاليك وغيرهم ، فقبلها وأمر بتقويتهم ومعونتهم عَلَى عمارتها ومصلحتها ، فصارت من ضياع الخلافة . وحدثني المدائني ، أن ليلى الأخيلية أتت الحجاج فوصلها ، وسألته أن يكتب لها إِلَى عامله بالري ، فلما صارت بساوة ماتت فدفنت هناك .