وحدثني عَبْد اللَّهِ بْن صالح العجلي ، قَالَ : بلغني أن ثلاثة نفر من أهل الكوفة كانوا في جيش الحجاج الَّذِي وجهه إِلَى الديلم ، فكانوا يتنادمون ثلاثتهم ولا يخالطون غيرهم ، فإنهم عَلَى ذلك إذ مات أحدهم فدفنه صاحباه ، وكانا يشربان عند قبره ، فإذا بلغته الكاس هرقاها عَلَى قبره وبكيا ، ثُمَّ أن الثاني مات فدفنه الباقي إِلَى جانبه ، وكان يجلس عند قبريهما فيشرب ، ثُمَّ يصب عَلَى القبر الَّذِي يليه ، ثُمَّ عَلَى الآخر ويبكي ، فأنشد ذات يوم يقول : خليلي هبا طال ما قَدْ رقدتما أجدكما ما تقضيان كراكما ألم تعلما أني بقزوين مفرد وما لي فيها من خليل سواكما مقيما عَلَى قبريكما لست بارحا طوال الليالي أو يجيب صداكما سأبكيكما طول الحياة وما الَّذِي يرد عَلَى ذي لوعة أن بكاكما ثُمَّ لم لبث أن مات فدفن عند صاحبيه فقبورهم تعرف بقبور الندماء .