جرجان وطبرستان ونواحيها


تفسير

رقم الحديث : 517

وحدثني علي بْن مُحَمَّد المدائني ، قَالَ : أقام يزيد بْن المهلب بخراسان شتوة ، ثُمَّ غزا جرجان ، وكان عليها حائط من آجر قَدْ تحصنوا به منَ الترك وأحد طرفيه في البحر ، ثُمَّ غلبت الترك عَلَيْهِ وسموا ملكهم صول ، فقال يزيد : قبح الله قتيبة ترك هؤلاء وهم في بيضة العرب ، وأراد غزو الصين ، أو قَالَ : وغزا الصين وخلف يزيد عَلَى خراسان مخلد بْن يزيد . قَالَ : فلما صار إِلَى جرجان وجد صول قَدْ نزل في البحيرة ، فحصره ستة أشهر وقاتله مرارا ، فطلب الصلح عَلَى أن يؤمنه عَلَى نفسه وماله وثلاثمائة من أهل بيته ، ويدفع إليه البحيرة بما فيها فصالحه ، ثُمَّ سار إِلَى طبرستان ، واستعمل دهستان والبياسان عَبْد اللَّهِ بْن معمر اليشكري ، وهو في أربعة آلاف ، ووجه ابنه خَالِد بْن يزيد وأخاه أَبَا عيينة بْن المهلب إِلَى الأصبهبذ ، وهزمهما حَتَّى ألحقهما بعسكر يزيد ، وكتب الأصبهبذ إِلَى المرزبان ، ويقال : المروزبان إنا قَدْ قتلنا أصحاب يزيد فاقتل من قبلك منَ العرب ، فقتل عَبْد اللَّهِ بْن معمر اليشكري ومن معه ، وهم غارون في منازلهم ، وبلغ الخبر يزيد ، فوجه حيان مولى مصقلة ، وهو من سبي الديلم ، فقال للأصبهبذ : إني رجل منك وإليك ، وأن فرق الدين بيننا ولست بآمن أن يأتيك من قبل أمير الْمُؤْمِنِين ومن جيوش خراسان ما لا قبل لك به ، ولا قوام لك معه ، وقد رزت لك يزيد فوجدته سريعا إِلَى الصلح فصالحه ، ولم يزل يخدعه حَتَّى صالح يزيد عَلَى سبعمائة ألف درهم وأربعمائة وقر زعفرانا ، فقال له الأصبهبذ : العشرة وزن ستة ، فقال : لا ولكن وزن سبعة ، فأبى ، فقال : حيان أنا أتحمل فضل ما بَيْنَ الوزنين ، فتحمله وكان حيان من أنبل الموالي وسرواتهم ، وكان يكنى أَبَا معمر . قَالَ المدائني : بلغ يزيد نكث أهل جرجان وغدرهم ، فسار يريدها ثانية ، فلما بلغ المرزبان مسيره أتى وجاه فتحصن بها وحولها غياض ، واشب فنزل عليها سبعة أشهر لا يقدر منها عَلَى شيء وقاتلوه مرارا ، ونصب المنجنيق عليها ، ثُمَّ أن رجلا دلهم عَلَى طريق إِلَى قلعتهم ، وقال : لا بد من سلم جلود فعقد يزيد لجهم بْن زحر الجعفي ، وقال : إن غلبت عَلَى الحياة فلا تغلبن عَلَى الموت وأمر يزيد أن تشعل النار في الحطب فهالهم ذلك ، وخرج قوم منهم ، ثُمَّ رجعوا وانتهى جهم إِلَى القلعة فقاتله قوم ممن كان عَلَى بابها فكشفهم عنه ، ولم يشعر العدو بعيد العصر إلا بالتكبير من ورائهم ، ففتحت القلعة وأنزلوا عَلَى حكم يزيد فقادهم جهم إِلَى وادي جرجان ، وجعل يقتلهم حَتَّى سالت الدماء في الوادي ، وجرت وهو بنى مدينة جرجان وسار يزيد إِلَى خراسان فبلغته الهدايا ، ثُمَّ ولى ابنه مخلدا خراسان وانصرف إِلَى سُلَيْمَان ، فكتب إليه أن معه خمسة وعشرين ألف ألف درهم ، فوقع الكتاب في يدي عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيزِ ، فاخذ يزيد به وحبسه .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.