فتوح السند


تفسير

رقم الحديث : 564

وحدثني عَبْد اللَّهِ بْن صالح ، قَالَ : حَدَّثَنَا شريك ، عن جابر ، عَنِ الشعبي ، قَالَ : قدم قثم عَلَى سَعِيد بْن عُثْمَان بخراسان ، فقال له سَعِيد : أعطيك منَ المغنم ألف سهم ، فقال لا ولكن أعطني سهما لي وسهما لفرسي ، قَالَ : ومضى سَعِيد بالرهن الَّذِينَ أخذهم منَ السند حَتَّى ورد بهم المدينة ، فدفع ثيابهم ومناطقهم إِلَى مواليه وألبسهم جباب الصوف ، وألزمهم السقى والسواني والعمل ، فدخلوا عَلَيْهِ مجلسه ففتكوا به ، ثُمَّ قتلوا أنفسهم ، وفي سَعِيد يقول مَالِك بْن الريب : وما زلت يوم السغد ترعد واقفا منَ الجبن حَتَّى خفت أن تتنصرا وقال خَالِد بْن عقبة بْن أَبِي معيط : ألا إن خير الناس نفسا ووالدا سَعِيد بْن عُثْمَان قتيل الأعاجم فإن تكن الأيام أردت صروفها سعيدا فمن هَذَا منَ الدهر سالم . . وكان سَعِيد احتال لشريكه في خراج خراسان ، فأخذ منه مالا فوجه معاوية من لقيه بحلوان ، فأخذ المال منه ، وكان شريكه أسلم بْن زرعة ، ويقال : إِسْحَاق بْن طلحة بْن عُبَيْد اللَّه ، وكان معاوية قَدْ خاف سعيدا عَلَى خلعه ، ولذلك عاجله بالعزل ، ثُمَّ ولى معاوية عَبْد الرَّحْمَنِ بْن زياد خراسان ، وكان شريفا ومات معاوية وهو عليها ، ثُمَّ ولى يزيد بْن معاوية سلم بْن زياد فصالحه أهل خارزم عَلَى أربعمائة ألف وحملوها إليه ، وقطع النهر ومعه امرأته أم مُحَمَّد بنت عَبْد اللَّهِ بْن عُثْمَان بْن أَبِي العاص الثقفي ، وكانت أول عربية عبر بها النهر ، وأتى سمرقند فأعطاه أهلها ألف دية وولد له ابن سماه السغدي ، واستعارت امرأة منَ امرأة صاحب السغد حليها ، فكسرته عليها وذهبت به ووجه سلم بْن زياد وهو بالسغد جيشا إِلَى خجندة ، وفيهم أعشى همدان فهزموا فقال الأعشى : ليت خيلي يوم الخجندة لم يهزم وغودرت في المكر سليبا تحضر الطير مصرعي وتروحت إِلَى اللَّه في الدماء خضيبا ثُمَّ رجع سلم إِلَى مرو ، ثُمَّ غزا منها ، فقطع النهر وقتل بندون السغدي ، وقد كان السغد جمعت له فقاتلها ، ولما مات يزيد بْن معاوية التاث الناس عَلَى سلم ، وقالوا : بئس ما ظن ابن سمية أن ظن أنه يتأمر علينا في الجماعة ، والفتنة كما قيل لأخيه عُبَيْد اللَّه بالبصرة ، فشخص عَلَى خراسان ، وأتى عَبْد اللَّهِ بْن الزبير فأغرمه أربعة آلاف ألف درهم وحبسه ، وكان سلم يقول : ليتني أتيت الشام ولم آنف من خدمة أخي عُبَيْد اللَّه بْن زياد ، فكنت أغسل رجله ولم آت ابن الزبير ، فلم يزل بمكة حَتَّى حصر ابن الزبير الحجاج بْن يوسف ، فنقب السجن وصار إِلَى الحجاج ، ثُمَّ إِلَى عَبْد الملك ، فقال له عَبْد الملك : أما والله لو أقمت بمكة ما كان لها وال غيرك ، ولا كان بها عليك أمير وولاه خراسان ، فلما قدم البصرة مات بها . قَالُوا : وقد كان عَبْد اللَّهِ بْن خازم السلمي تلقى سلم بْن زياد منصرفه من خراسان بنيسابور ، فكتب له سلم عهدا عَلَى خراسان وأعانه بمائة ألف درهم ، فاجتمع جمع كثير من بكر بْن وائل وغيرهم ، فقالوا عَلَى ما يأكل هؤلاء خراسان دوننا ، فأغاروا عَلَى ثقل ابن خازم ، فقاتلوهم عنه فكفوا . وأرسل سُلَيْمَان بْن مرثد أحد بني سَعْد بْن مَالِك بْن ضبيعة بْن قيس بْن ثعلبة بْن عكابة منَ المراثد بْن ربيعة إِلَى ابن خازم أن العهد الَّذِي معك لو استطاع صاحبه أن يقيم بخراسان لم يخرج عنها ويوجهك ، وأقبل سُلَيْمَان فنزل بمشرعة سُلَيْمَان ، ونزل ابن خازم بمرو ، واتفقا عَلَى أن يكتبا إِلَى ابن الزبير ، فأيهما أمره فهو الأمير ففعلا فولى ابن الزبير عَبْد اللَّهِ بْن خازم خراسان ، فقدم إليه بعهده عُرْوَة بْن قطبة بعد ستة أشهر ، فأبى سُلَيْمَان أن يقبل ذلك ، وقال : ما ابن الزبير بخليفة ، وإنما هُوَ رجل عائذ بالبيت ، فحاربه ابن خازم ، وهو في ستة آلاف ، وسُلَيْمَان في خمسة عشر ألفا ، فقتل سُلَيْمَان قتله قيس بْن عاصم السلمي ، واحتز رأسه ، وأصيب من أصحاب ابن خازم رجال ، وكان شعار ابن خازم حمر لا ينصرون ، وشعار سُلَيْمَان يا نَصْر اللَّه اقترب ، واجتمع فل سُلَيْمَان إِلَى عُمَر بْن مرثد بالطالقان ، فسار إليه ابن خازم فقاتله فقتله ، واجتمعت ربيعة إِلَى أوس بْن ثعلبة بهراة ، فاستخلف ابن خازم موسى ابنه ، وسار إليه ، وكانت بَيْنَ أصحابهما وقائع ، واغتنمت الترك ذلك ، فكانت تغير حَتَّى بلغت قرب نيسابور ودس ابن خازم إِلَى أوس من سمه ، فمرض واجتمعوا للقتال ، فحض ابن خازم أصحابه ، فقال : اجعلوه يومكم اطعنوا الخيل من مناخرها ، فإنه لم يطعن فرس قط في منخره إلا أدبر ، فاقتتلوا قتالا شديدا وأصابت أوسا جراحة ، وهو عليل ، فمات منها بعد أيام ، وولى ابن خازم ابنه محمدا هراة ، وجعل عَلَى شرطته بكير ابن وشاح ، وصفت له خراسان . ثُمَّ أن بني تميم هاجوا بهراة ، وقتلوا محمدا ، فظفر أبوه بعُثْمَان بْن بشر بْن المحتفز فقتله صبرا ، وقتل رجلا من بني تميم ، فاجتمع بنو تميم فتناظروا وقالوا : ما نرى هَذَا يقلع عنا فيصير جماعة منا إِلَى طوس ، فإذا خرج إليهم خلعه من بمرو منا ، فمضى بجير بْن وقاء الصريمي من بني تميم إِلَى طوس في جماعة ، فدخلوا الحصن ، ثُمَّ تحولوا إِلَى أبرشهر ، وخلعوا ابن خازم فوجه ابن خازم ثقله مع ابنه موسى إِلَى الترمذ ، ولم يأمن عَلَيْهِ من بمرو من بني تميم ، وورد كتاب عَبْد الملك بْن مروان عَلَى ابن خازم بولاية خراسان ، فأطعم رسوله الكتاب ، وقال ما كنت لألقى اللَّه وقد نكثت بيعة ابن حواري رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وبايعت ابن طريدة ، فكتب عَبْد الملك إِلَى بكير بْن وشاح بولايته خراسان ، فخاف ابن خازم أن يأتيه في أهل مرو ، وقد كان بكير خلع ابن خازم وأخذ السلاح ، وبيت المال ودعى أهل مرو إِلَى بيعة عَبْد الملك فبايعوه ، فمضى ابن خازم يريد ابنه موسى ، وهو بالترمذ في عياله وثقله ، فاتبعه بجير فقاتله بقرب مرو ، ودعيا وكيف بْن الدورقية القريعي ، واسم أبيه عميرة ، وأمه من سبي دورق ، نسب إليه بدرعه وسلاحه ، فلبسه وخرج ، فحمل عَلَى ابن خازم ومعه بجير بْن وقاء ، فطعناه وقعد وَكِيع عَلَى صدره ، وقال : يا لثارات دويلة ودويلة أخو وَكِيع لأمه ، وكان مولى لبني قريع قتله ابن خازم ، فتنخم ابن خازم في وجهه ، وقال : لعنك اللَّه أتقتل كبش مضر بأخيك علج لا يساوي كفا من نوى .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.