وحدثني أَبُو الْحَسَن المدائني ، عَنِ ابن جابان ، عن بْن المقفع ، قَالَ : كانت الرسائل بحمل المال تقرأ عَلَى الملك ، وهي يومئذ تكتب في صحف بيض ، وكان صاحب الخراج يأتي الملك كل سنة بصحف موصلة ، قَدْ أثبت فيها مبلغ ما اجتبى منَ الخراج وما أنفق في وجوه النفقات وما حصل في بيت المال ، فيختمها ويجريها ، فلما كان كسرى بْن هرمز أبرويز تأذى بروائح تلك الصحف ، وأمر أن لا يرفع إليه صاحب ديوان خراجه ما يرفع إلا في صحف مصفرة بالزعفران ، وماء الورد ، وأن لا تكتب الصحف الَّتِي تعرض عَلَيْهِ بحمل المال وغير ذلك إلا مصفرة ففعل ذلك ، فلما ولى صالح بْن عَبْد الرَّحْمَنِ خراج العراق تقبل منه ابن المقفع بكور دجلة ، ويقال : بالبهقباذ ، فحمل مالا فكتب رسالته في جلد وصفرها ، فضحك صالح وقال : أنكرت أن يأتي بها غيره يقول : لعلمه بأمور العجم .
الأسم | الشهرة | الرتبة |