مكة


تفسير

رقم الحديث : 105

وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، أَنَّ بَنِي بَكْرٍ مِنْ كِنَانَةَ كَانُوا فِي صُلْحِ قُرَيْشٍ ، وَكَانَتْ خُزَاعَةُ فِي صُلْحِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَاقْتَتَلَتْ بَنُو بَكْرٍ وَخُزَاعَةُ بِعَرَفَةَ ، فَأَمَدَّتْ قُرَيْشٌ بَنِي بَكْرٍ بِالسِّلاحِ وَسَقَوْهُمُ الْمَاءَ وَظَلُّوهُمْ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : نَكَثْتُمُ الْعَهْدَ ، فَقَالُوا : مَا نَكَثْنَا وَاللَّهِ مَا قَاتَلْنَا ، إِنَّمَا مَدَدْنَاهُمْ وَسَقَيْنَاهُمْ وَظَلَلْنَاهُمْ ، فَقَالُوا لأَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ : انْطَلِقْ فَأجد الْحِلْفَ وَأَصْلِحْ بَيْنَ النَّاسِ ، فَقَدِمَ أَبُو سُفْيَانَ الْمَدِينَةَ ، فَلَقِيَ أَبَا بَكْرٍ ، فَقَالَ لَهُ : يَا أَبَا بَكْرٍ أَجِدَّ الْحِلْفَ وَأَصْلِحْ بَيْنَ النَّاسِ ، فَقَالَ عُمَرُ : قَطَعَ اللَّهُ مِنْهُ مَا كَانَ مُتَّصِلا وَأَبْلَى مَا كَانَ جَدِيدًا ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ : تَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ شَاهِدَ عَشِيرَةٍ شَرًّا مِنْكَ ، فَانْطَلَقَ إِلَى فَاطِمَةَ ، فَقَالَتْ : الْقَ عَلِيًّا ، فَلَقِيَهُ فَذَكَرَ لَهُ مثل ذَلِكَ ، فَقَالَ عَلِيٌّ : أَنْتَ شَيْخُ قُرْيَشٍ وَسِيِّدُهَا ، فَأَجِدَّ الْحِلْفَ وَأَصْلِحْ بَيْنَ النَّاسِ ، فَضَرَبَ أَبُو سُفْيَانَ يَمِينَهُ عَلَى شِمَالِهِ ، وَقَالَ : قَدْ جَدَّدْتُ الْحِلْفَ وَأَصْلَحْتُ بَيْنَ النَّاسِ ، ثُمَّ انْطَلَقَ حَتَّى أَتَى مَكَّةَ ، وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ قَدْ أَقْبَلَ وَسَيَرْجِعُ رَاضِيًا بِغَيْرِ قَضَاءِ حَاجَةٍ " ، فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ أَخْبَرَهُمُ الْخَبَرَ ، فَقَالُوا : تَاللَّهِ مَا رَأَيْنَا أَحْمَقَ مِنْكَ مَا جِئْتَنَا بِحَرْبٍ فَنَحْذَرُ ، وَلا بِسِلْمٍ فَنَأْمَنَ ، وَجَاءَتْ خُزَاعَةُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَشَكَوْا مَا أَصَابَهُمْ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنِّي قَدْ أَمَرْتُ بِإِحْدَى الْقَرْيَتَيْنِ مَكَّةَ أَوِ الطَّائِفِ " ، وَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَسِيرِ ، فَخَرَجَ فِي أَصْحَابِهِ ، وَقَالَ : " اللَّهُمَّ اضْرِبْ عَلَى آذَانِهِمْ ، فَلا يَسْمَعُوا حَتَّى نَبْغِتَهُمْ بَغْتَةً " وَأَغْذِ الْمَسِيرَ حَتَّى نزل مَرَّ الظَّهْرَانِ ، وَقَدْ كَانَتْ قُرَيْشٌ قَالَتْ لأَبي سُفْيَانَ : ارْجِعْ ، فَلَمَّا بَلَغَ مِنَ الظَّهْرَانِ وَرَأَى النِّيرَانَ وَالأَخْبِيَةَ ، قَالَ : مَا شَأْنُ النَّاسِ كَأَنَّهُمْ أَهْلُ عَشِيَّةِ عَرَفَةَ ، وَغَشِيَتْهُ خُيُولُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَخَذُوهُ أَسِيرًا ، فَأَتَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَجَاءَ عُمَرُ ، فَأَرَادَ قَتْلَهُ ، فَمَنَعَهُ العَبَّاسُ وَأَسْلَمَ ، فَدَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ صَلاةِ الصُّبْحِ تَحَشْحَشَ النَّاسُ وُضُوءًا لِلصَّلاةِ ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ لِلْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبْ : مَا شَأْنُهُمْ يُرِيدُونَ قَتْلِي ، قَالَ : لا وَلَكِنَّهُمْ قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ ، فَلَمَّا دَخَلُوا فِي صَلاتِهِمْ رَآهُمْ إِذَا رَكَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَكَعُوا ، وَإِذَا سَجَدَ سَجَدُوا ، فَقَالَ : تَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ طَوَاعِيَةً ، قَوْمٌ جَاءُوا مِنْ هَاهُنَا وَهَاهُنَا ، وَلا فَارِسَ الْكِرَامَ وَلا الرُّومَ ذَاتَ الْقُرُونِ ، فَقَالَ : الْعَبَّاسُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، ابْعَثْنِي إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ أَدْعُهُمْ إِلَى الإِسْلامِ ، فَلَمَّا بَعَثَهُ أَرْسَلَ فِي أَثَرِهِ ، وَقَالَ : رُدُّوا عَلَى عَمِّي لا يَقْتُلُهُ الْمُشْرِكُونَ ، فَأَبَى أَنْ يَرْجِعَ حَتَّى أَتَى مَكَّةَ ، وَاسْتَبْطَنْتُمُ بَأَشْهُبِ بَازِلٍ ، هَذَا خَالِدٌ بِأَسْفَلِ مَكَّةَ ، وَهَذَا الزُّبَيْرُ بِأَعْلَى مَكَّةَ ، وَهَذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَخُزَاعَةَ ، فَقَالَتْ قُرَيْشٌ : وَمَا خُزَاعَةٌ الْمُجَدَّعَةُ الأَنُوفُ .

الرواه :

الأسم الرتبة
عِكْرِمَةَ

ثقة

أَيُّوبُ

ثقة ثبتت حجة

حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ

تغير حفظه قليلا بآخره, ثقة عابد

عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ

صدوق حسن الحديث