مكة


تفسير

رقم الحديث : 98

وَحَدَّثَنِي عَمْرُو النَّاقِدُ ، قَالَ : حَدَّثَنِي الحجاج بْن أَبِي منيع الرصافي ، عن أبيه ، عن أَبِي برقان ، أن عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيزِ لما ولي الخلافة خطب ، فقال : إن فدك كانت مما أفاء اللَّه عَلَى رسوله ولم يوجف المسلمون عَلَيْهِ بخيل ولا ركاب ، فسألته إياها فاطمة رحمها اللَّه تعالى ، فقال : ما كان لك أن تسأليني ، وما كان لي أن أعطيك ، فكان يضع ما يأتيه منها في أبناء السبيل ، ثُمَّ ولي أَبُو بكر وعمر وعُثْمَان وعلي رضي اللَّه عنهم ، فوضعوا ذلك بحيث وضعه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ ولي معاوية فأقطعها مروان بْن الحكم ، فوهبها مروان لأبي ولعبد الملك ، فصارت لي وللوليد ولسُلَيْمَان ، فلما ولي الوليد سألته حصته منها فوهبها لي ، وسألت سُلَيْمَان حصته منها فوهبها لي ، فاستجمعتها ، وما كان لي من مال أحب إلي منها ، فاشهدوا أني قَدْ رددتها إِلَى ما كانت عَلَيْهِ . ولما كانت سنة عشر ومائتين أمر أمير الْمُؤْمِنِين المأمون عَبْد اللَّهِ بْن هارون الرشيد ، فدفعها إِلَى ولد فاطمة ، وكتب بذلك إِلَى قثم بْن جَعْفَر ، عامله عَلَى المدينة ، أما بعد : فإن أمير الْمُؤْمِنِين بمكانه من دين اللَّه وخلافة رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، والقرابة به أولى منَ استن سنته ، ونفذ أمره ، وسلم لمن منحه منحة ، وتصدق عَلَيْهِ بصدقة . منحته وصدقته ، وبالله توفيق أمير الْمُؤْمِنِين وعصمته إليه في العمل بما يقربه إليه رغبته . وقد كان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أعطى فاطمة بنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فدك وتصدق بها عليها ، وكان ذلك أمرا ظاهرا معروفا لا اختلاف فيه بَيْنَ آل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ولم تزل تدعي منه ما هُوَ أولى به من صدق عَلَيْهِ ، فرأى أمير الْمُؤْمِنِين أن يردها إِلَى ورثتها ويسلمها إليهم ، تقربا إِلَى اللَّه تعالى بإقامة حقه وعدله وإلى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بتنفيذ أمره وصدقته ، فأمر بإثبات ذلك في دواوينه والكتاب به إِلَى عماله ، فلأن كان ينادى في كل موسم بعد أن قبض اللَّه نبيه صلى اللَّه عَلَيْهِ أن يذكر كل من كانت له صدقة ، أو وهبة ، أو عدة ذلك ، فيقبل قوله وينفذ عدته ، أن فاطمة رضي اللَّه عنها لأولى بأن يصدق قولها فيما جعل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لها ، وقد كتب أمير الْمُؤْمِنِين إِلَى المبارك الطبري مولى أمير الْمُؤْمِنِين يأمره برد فدك عَلَى ورثة فاطمة بنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بحدودها وجميع حقوقها المنسوبة إليها وما فيها منَ الرقيق والغلات وغير ذلك ، وتسليمها إِلَى مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن الْحُسَيْن بْن زيد بْن علي بْن الْحُسَيْن بْن عَلي بْن أَبِي طالب ، وَمُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن الْحَسَن بْن علي بْن الْحُسَيْن بْن علي بْن أَبِي طالب ، لتولية أمير الْمُؤْمِنِين إياهما القيام بها لأهلها ، فاعلم ذلك من رأى أمير الْمُؤْمِنِين وما ألهمه اللَّه من طاعته ووفقه له منَ التقرب إليه ، وإلى رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واعلمه من قبلك ، وعامل مُحَمَّد بْن يَحْيَى وَمُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بما كنت تعامل به المبارك الطبري وأعنهما عَلَى ما فيه عمارتها ومصلحتها ووفور غلاتها إن شاء اللَّه والسلام وكتب يوم الأربعاء لليلتين خلتا من ذي القعدة سنة عشر ومائتين فلما استخلف المتوكل عَلَى اللَّه رحمه اللَّه أمر بردها إِلَى ما كانت عَلَيْهِ قبل المأمون رحمه اللَّه .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.