وحدثني وحدثني مُحَمَّد بْن بشر ، وابن ورز القالياني ، عن مشايخ أهل قاليقلا ، قَالُوا : لم تزل مدينة قاليقلا مذ فتحت ممتنعة بمن فيها من أهلها حَتَّى خرج الطاغية في سنة ثلاث وثلاثين ومائة ، فحصر أهل ملطية ، وهدم حائطها وأجلى من بها منَ المسلمين إِلَى الجزيرة ، ثُمَّ نزل مرج الحصى ، فوجه كوسان الأرمني حَتَّى أناخ عَلَى قاليقلا ، فحصرها وأهلها يومئذ قليل ، وعاملها أَبُو كريمة ، فنقب إخوان منَ الأرمن من أهل مدينة قاليقلا ردما كان في سورها ، وخرجا إِلَى كوسان ، فأدخلاه المدينة ، فغلب عليها ، فقتل وسبى وهدمها وساق ما حوى إِلَى الطاغية ، وفرق السبي عَلَى أصحابه . وقال الواقدي : لما كانت سنة تسع وثلاثين ومائة ، فادى المَنْصُور بمن كان حيا من أساري أهل قاليقلا ، وبنى قاليقلا وعمرها ، ورد من فادى به إليها وندب إليها جندا من أهل الجزيرة وغيرهم ، وقد كان طاغية الروم خرج إِلَى قاليقلا في خلافة المعتصم بالله ، فرمى صورها حَتَّى كاد يسقط ، فأنفق المعتصم عليها خمسمائة ألف درهم حَتَّى حصنت . قَالُوا : ولما فتح حبيب مدينة قاليقلا سار حَتَّى نزل مربالا ، فأتاه بطريق خلاط بكتاب عياض بْن غنم ، وكان عياض قَدْ أمنه عَلَى نفسه وماله وبلاده ، وقاطعه عَلَى إتاوة ، فأنفذه حبيب له ، ثُمَّ نزل منزلا بَيْنَ الهرك ودشت الورك ، فأتاه بطريق خلاط بما عَلَيْهِ منَ المال ، وأهدى له هدية لم يقبلها منه ونزل خلاط ، ثُمَّ سار منها إِلَى الصبينانة فلقيه بها صاحب مكس ، وهى ناحية من نواحي البفرجان ، فقاطعه عَلَى بلاده ووجه معه رجلا ، وكتب له كتاب صلح وأمان ، ووجه إِلَى قرى أرجيش وباجنيس من غلب عليها وجبى جزية رءوس أهلها ، وأتاه وجوههم فقاطعهم عَلَى خارجها ، فأما بحيرة الطريخ ، فلم يعرض لها ، ولم تزل مباحة حَتَّى ولى مُحَمَّد بْن مروان بْن الحكم الجزيرة وأرمينية ، فحوى صيدها وباعه ، فكان يستغلها ثُمَّ صارت لمروان بْن مُحَمَّد ، فقبضت عنه . قَالَ : ثُمَّ سار حبيب وأتى ازدساط ، وهي قرية القرمز ، وأجاز نهر الأكراد ونزل مرج دبيل فسرب الخيول إليها ، ثُمَّ زحف حَتَّى نزل عَلَى بابها ، فتحصن أهلها ورموه ، فوضع عليها منجنيقا ورماهم حَتَّى طلبوا الأمان والصلح ، فأعطاهم إياه وجالت خيوله ، فنزلت جرنى وبلغت أشوش وذات اللجم ، والجبل كونتة ، ووادي الأحرار ، وغلبت عَلَى جميع قرى دبيل ، ووجه إِلَى سراج طير ، وبغروند فأتاه بطريقه فصالحه عنها عَلَى إتاوة يؤديها ، وعلى مناصحة المسلمين ، وقراهم ومعاونتهم عَلَى أعدائهم ، وكان كتاب صلح دبيل . بسم اللَّه الرَّحْمَنِ الرحيم هَذَا كتاب من حبيب بْن مسلمة لنصارى أهل دبيل ومجوسها ويهودها شاهدهم وغائبهم : إني أمنتكم عَلَى أنفسكم وأموالكم وكنائسكم وبيعكم وسور مدينتكم ، فأنتم آمنون وعلينا الوفاء لكم بالعهد ما وفيتم وأديتم الجزية والخراج شهد اللَّه وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا سورة النساء آية 79 وختم حبيب بْن مسلمة . ثُمَّ أتى حبيب النشوى ، ففتحها عَلَى مثل صلح دبيل ، وقدم عَلَيْهِ بطريق البسفرجان فصالحه عن جميع بلاده وأرضي هصابلية كذا وأفارستة كذا عَلَى خرج يؤديه في كل سنة ، ثُمَّ أتى السيسجان فحاربهم أهلها ، فهزمهم وغلب عَلَى ويص وصالح أهل القلاع بالسيسجان عَلَى خرج يؤدونه ، ثُمَّ سار إِلَى جرزان .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
حبيب بْن مسلمة | حبيب بن مسلمة القرشي | مختلف في صحبته |