فتوح مصر والمغرب


تفسير

رقم الحديث : 316

وحدثني مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل ، عَنِ المشيخة ، أن أهل أرمينية ، انتقضوا في ولاية الْحَسَن بْن قحطبة الطائي ، بعد عزل بْن أسيد ، وبكار بْن مُسْلِم العقيلي ، وكان رئيسهم موشائيل الأرمني ، فبعث إليه المَنْصُور رحمه اللَّه الأمداد ، وعليهم عَامِر بْن إِسْمَاعِيل ، فواقع الْحَسَن موشائيل ، فقتل وفضت جموعه ، واستقامت له الأمور ، وهو الَّذِي نسب إليه نهر الْحَسَن بالبيلقان ، والباغ الَّذِي يعرف بباغ الْحَسَن ببرذعة ، والضياع المعروفة بالحسنية ، وولى بعد الْحَسَن بْن قحطبة عُثْمَان بْن عمارة بْن خريم ، ثُمَّ روح بْن حَاتِم المهلبي ، ثُمَّ خزيمة بْن خازم ، ثُمَّ يزيد بْن مزيد الشيباني ، ثُمَّ عُبَيْد اللَّه بْن المهدي ، ثُمَّ الْفَضْل بْن يَحْيَى ، ثُمَّ سَعِيد بْن سالم ، ثُمَّ مُحَمَّد بْن يزيد بْن مزيد ، وكان خزيمة أشدهم ولاية ، وهو الَّذِي سن المساحة بدبيل والنشوى ، ولم يكن قبل ذلك ، ولم يزل بطارقة أرمينية مقيمين في بلادهم يحمي كل واحد منهم ناحيته ، فإذا قدم الثغر عامل من عماله داروه ، فإن رأوا منه عفة وصرامة ، وكان في قوة وعدة أدوا إليه الخراج ، وأذعنوا له بالطاعة ، وإلا اغتمزوا فيه واستخفوا بأمره ، ووليهم خَالِد بْن يزيد بْن مزيد في خلافة المأمون ، فقبل هداياهم ، وخلطهم بنفسه ، فأفسدهم ذلك من فعله وجرأهم عَلَى من بعده من عمال المأمون , ثُمَّ ولى المعتصم بالله الْحَسَن بْن علي الباذغيسي المعروف بالمأموني الثغر ، فأهمل بطارقته وأحراره ، ولان لهم حَتَّى ازدادوا فسادا عَلَى السلطان وكلبا عَلَى من يليهم منَ الرعية ، وغلب إِسْحَاق بْن إِسْمَاعِيل بْن شعيب مولى بني أمية عَلَى جرزان ، ووثب سَهْل بْن سنباط البطريق عَلَى عامل حيدر بْن كاوس الأفشين عَلَى أرمينية ، فقتل كاتبه وأفلت بحشاشة نفسه ، ثُمَّ ولى أرمينية عمال كانوا يقبلون من أهلها العفو ويرضون من خراجها بالميسور . ثُمَّ أن أمير الْمُؤْمِنِين المتوكل عَلَى اللَّه ولى يوسف بْن مُحَمَّد بْن يوسف المروزي أرمينية لسنتين من خلافته ، فلما صار بخلاط أخذ بطريقها بقراط بْن أشوط ، فحمله إِلَى سر من رأى ، فأوحش البطارقة والأحرار والمتغلبة ذلك منه ، ثُمَّ أنه عمد عامل له يقال له : العلاء بْن أَحْمَد إِلَى دير البسيسجان يعرف بدير الأقداح ، لم تزل نصارى أرمينية تعظمه وتهدي إليه ، فأخذ منه جميع ما كان فيه ، وعسف أهله ، فأكبرت البطارقة ذلك وأعظمته ، وتكاتبت فيه وحض بعضها عَلَى بعض عَلَى الخلاف والنقض ، ودسوا إِلَى الخويثية ، وهم علوج يعرفون بالأرطان في الوثوب بيوسف وحرضوهم عَلَيْهِ لما كان من حمله بقراط بطريقهم ، ووجه كل امرئ منهم ومن المتغلبة خيلا ورجالا ليؤيدوهم عَلَى ذلك ، فوثبوا به بطرون ، وقد فرق أصحابه في القرى ، فقتلوه واحتوى عَلَى ما كان في عسكره ، فولى أمير الْمُؤْمِنِين المتوكل عَلَى اللَّه بغا الكبير أرمينية ، فلما صار إِلَى بدليس أخذ موسى بْن زرارة ، وكان ممن هوى قتل يوسف وأعان عَلَيْهِ غضبا لبقراط ، وحارب الخويثية ، فقتل منهم مقتلة عظيمة ، وسبى سبيا كثيرا ، ثُمَّ حاصر أشوط بْن حَمْزَة بْن جاجق بطريق البسفرجال وهو بالبلق ، فاستنزله من قلعته ، وحمله إِلَى سر من رأى ، وسار إِلَى جرزان ، فظفر بإِسْحَاق بْن إِسْمَاعِيل ، فقتله صبرا ، وفتح جرزان ، وحمل من بأران ، وظاهر أرمينية من بالسيسجان من أهل الخلاف والمعصية منَ النصارى وغيرهم ، حَتَّى صلح ذلك الثغر صلاحا لم يكن عَلَى مثله ، ثُمَّ قدم سر من رأى في سنة إحدى وأربعين ومائتين .

الرواه :

الأسم الرتبة