يوم جلولاء الوقيعة


تفسير

رقم الحديث : 364

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْد ، عن عَبْد اللَّهِ بْن صالح ، عَنِ الليث بْن سَعْد ، قَالَ : إنما الصلح بيننا وبين النوبة عَلَى أن لا نقاتلهم ولا يقاتلونا ، وأن يعطونا رقيقا ونعطيهم بقدر ذلك طعاما ، فإن باعوا نساءهم وأبناءهم لم أر بذلك بأسا أن يشترى . ومن رواية أَبِي البحتري وغيره أن عَبْد اللَّهِ بْن سَعْد بْن أَبِي سرح صالح أهل النوبة عَلَى أن يهدوا في السنة أربعمائة رأس يخرجوا بها يأخذون بها طعاما . وكان المهدي أمير الْمُؤْمِنِين أمر بإلزام النوبة في كل سنة ثلثمائة رأس وستين رأسا وزرافة ، عَلَى أن يعطوا قمحا وخل خمر وثيابا وفرشا أو قيمته ، وقد ادعوا حديثا أنه ليس يجب عليهم البقط لكل سنة ، وأنهم كانوا طولبوا بذلك في خلافة المهدي ، فرفعوا إليه أن هَذَا البقط مما يأخذون من رقيق أعدائهم ، فإذا لم يجدوا منه شيئا عادوا عَلَى أولادهم فأعطوا منهم فيه بهذه العدة ، فأمر أن يحملوا في ذلك عَلَى أن يؤخذ منهم لكل ثلاث سنين بقط سنة ، ولم يوجد لهذه الدعوى ثبت في دواوين الحضرة ، ووجد في الديوان بمصر ، وكان المتوكل عَلَى اللَّه أمر بتوجيه رجل يقال له : مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ ، ويعرف بالقمي إِلَى المعدن بمصر واليا عَلَيْهِ ، وولاه القلزم ، وطريق الحجاز وبذرقة حاج مصر ، فلما وافى المعدن حمل الميرة منَ القلزم إِلَى بلاد البجة ، ووافى ساحلا يعرف بعيذاب فوافته المراكب هناك ، فاستعان بتلك الميرة وتقوتها ومن معه حَتَّى وصل إِلَى قلعة ملك البجة فناهضه ، وكان في عدة يسيرة ، فخرج إليه البجوي في الدهم عَلَى إبل محزمة ، فعمد القمي إِلَى الأجراس فقلدها الخيل ، فلما سمعت الإبل أصواتها تقطعت بالبجويين في الأودية والجبال ، وقتل صاحب البجة ، ثُمَّ قام من بعده ابن أخته ، وكان أبوه أحد ملوك البجويين ، وطلب الهدنة فأبى المتوكل عَلَى اللَّه ذلك ، إلا أن يطأ بساطه ، فقدم سر من رأى فصولح في سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة عَلَى أداء الإتاوة والبقط ورد مع القمي ، فأهل البجة عَلَى الهدنة يؤدون ولا يمنعون المسلمين منَ العمل في معدن الذهب ، وكان ذلك في الشرط عَلَى صاحبهم .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.