ذكر تمصير الكوفة


تفسير

رقم الحديث : 424

وحدثني أَبُو مَسْعُود ، وغيره ، أن دهاقين الأنبار سألوا سَعْد بْن أَبِي وقاص أن يحفر لهم نهرا كانوا سألوا عظيم الفرس حفره لهم ، فكتب إِلَى سَعْد بْن عَمْرو ابن حرام يأمره بحفره لهم ، فجمع الرجال لذلك فحفروه ، حَتَّى انتهوا إِلَى جبل لم يمكنه شقه فتركوه ، فلما ولي الحجاج العراق جمع الفعلة من كل ناحية ، وقال لقوامه : انظروا إِلَى قيمة ما يأكل كل رجل منَ الحفارين في اليوم ، فإن كان وزنه مثل وزن ما يقلع فلا تمتنعوا منَ الحفر ، فانفقوا عَلَيْهِ حَتَّى استتموه ، فنسب ذلك الجيل إِلَى الحجاج ، ونسب النهر إِلَى سَعْد بْن عَمْرو بْن حرام ، قَالَ : وأمرت الخيزران أم الخلفاء أن يحفر النهر المعروف بمحدود وسمته الريان ، وكان وكيلها جعله أقساما وحد كل قسم ووكل بحفره قومًا ، فسمى محدودًا ، فأما النهر المعروف بشيلى ، فإن بْن شيلى بْن فرخزادان المروزي يدعون أن سابور حفره لجدهم حين رتبه بنغيا من طسوج الأنبار ، والذي يقول غيرهم أنه نسب إِلَى رجل يقال له : شيلى كان متقبلا لحفره ، وكانت له عَلَيْهِ مبقلة في أيام المَنْصُور أمير الْمُؤْمِنِين ، وأن هَذَا النهر كان قديما مندفنا ، فأمر المَنْصُور بحصره ، فلم يستتم حَتَّى تُوُفِّيَ ، فاستتم في خلافة المهدي ، ويقال : أن المَنْصُور كان أمر بإحداث فوهة له فوق فوهته القديمة ، فلم يتم ذلك حَتَّى أتمها المهدي رحمه اللَّه .

الرواه :

الأسم الرتبة