وحدثني أَبُو مَسْعُود الكوفي ، عن أشياخه ، قَالُوا : حدثت البطائح بعد مهاجرة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وملك الفرس أبرويز ، وذلك أنه انبثقت بثوق عظام عجز كسرى عن سدها ، وفاضت الأنهار حَتَّى حدثت البطائح ، ثُمَّ كان مد في أيام محاربة المسلمين الأعاجم بثوق لم يعن أحد بسدها ، فاتسعت البطيحة لذلك وعظمت ، وقد كان بنو أمية استخرجوا بعض أرضيها ، فلما كان زمن الحجاج غرق ذلك ، لأن بثوقا انفجرت ، فلم يعان الحجاج سدها مضارة للدهاقين ، لأنه كان اتهمهم بممالأة ابن الأشعث حين خرج عَلَيْهِ واستخرج حسان النبطي لهِشَام أرضين من أرض البطيحة أيضًا . وكان أَبُو الأسد الَّذِي نسب إليه نهر أَبِي الأسد قائدا من قواد المَنْصُور أمير الْمُؤْمِنِين ممن كان وجه إِلَى البصرة أيام مقام عَبْد اللَّهِ بْن علي بها ، وهو الَّذِي أدخل عَبْد اللَّهِ بْن علي الكوفة .