وحدثني أَبُو مَسْعُود ، عن عوانة ، قَالَ : انبثقت البثوق أيام الحجاج ، فكتب الحجاج إِلَى الوليد بْن عَبْد الملك يعلمه أنه قدر لسدها ثلاثة آلاف ألف درهم ، فاستكثرها الوليد ، فقال له مسلمة بْن عَبْد الملك : أنا أنفق عليها عَلَى أن تقطعني الأرضين المنخفضة الَّتِي يبقى فيها الماء بعد انفاق ثلاثة آلاف ألف درهم يتولى إنفاقها ثقتك ونصيحك الحجاج ، فأجابه إِلَى ذلك فحصلت له أرضون من طساسيج متصلة ، فخفر السيبين ، وتألف الاكره والمزارعين وعمر تلك الأرضين ، وألجأ الناس إليها ضياعا كثيرة للتغزز به ، فلما جاءت الدولة المباركة وقبضت أموال بني أمية أقطع جميع السيبين داود بْن علي ابن عَبْد اللَّهِ بْن العَبَّاس ، ثُمَّ ابتيع ذلك من روثته بحقوقه وحدوده فصار من ضياع الخلافة .