فتوح الجبال حلوان


تفسير

رقم الحديث : 459

وحدثني مشايخ من أهل بغداد : إن الصالحية ببغداد نسبت إِلَى صالح بْن المَنْصُور , قَالُوا : والحربية نسبت إِلَى حرب بْن عَبْد اللَّهِ البلخي ، وكان عَلَى شرط جَعْفَر بْن أبي جَعْفَر بالموصل ، والزهيرية تعرف بباب التبن نسبت إِلَى زهير بْن مُحَمَّد من أهل أبيورد ، وعيساباذ نسبت إِلَى عِيسَى بْن المهدي ، وكان في حجر منازل التركي ، وهو ابن الخيزران ، وقصر عبوديه مما يلي براثا نسبت إِلَى رجل منَ الأزد ، يقال له : عبدويه ، وكان من وجوه أهل الدولة . قَالُوا : وأقطع المَنْصُور ببغداد سُلَيْمَان بْن مجالد ، ومجالد سروي مولى لعلي بْن عَبْد اللَّهِ موضع داره ، وأقطع مهلهل بْن صفوان قطيعة بالمدينة وإليه ينسب درب مهلهل ، وكان صفوان مولى علي بْن عَبْد اللَّهِ ، وكان اسم مهلهل يَحْيَى ، فاستنشده مُحَمَّد بْن علي شعرا فانشده : أليلتنا بذي حشم أنيري وهي لمهلهل فسماه مهلهلا ، وَمُحَمَّد أعتقه وأقطع المَنْصُور عمارة بْن حَمْزَة الناحية المعروفة به خلف مربعة شبيب بْن واج ، وأقطع ميمون أَبَا بشر بْن ميمون قطيعة عند بستان القس ناحية باب الشام ، وطاقات بشر تنسب إِلَى بشر بْن ميمون هَذَا ، وكان ميمون مولى عَلي بْن عَبْد اللَّهِ وأقطع شبيلا مولاه قطيعة عند دار يقطين ، وهناك مَسْجِد يعرف بشبيل وأقطع أم عُبَيْدة ، وهي حاضنة لهم ومولاة لمحمد بْن علي قطيعة ، وإليها تنسب طاقات أم عُبَيْدة بقرب الجسر وأقطع منيرة مولاة مُحَمَّد بْن علي وإليها ينسب درب منيرة ، وخان منيرة في الجانب الشرقي ، وأقطع ريشانة موضعا يعرف بمسجد بني رغبان مولى حبيب بْن مسلمة الفهري يدخل في قصر عِيسَى بْن جَعْفَر ، أو جَعْفَر بْن جَعْفَر بْن المَنْصُور ، ودرب مهرويه في الجانب الشرقي نسب إِلَى مهرويه الرازي ، وكان من سبى سنفاذ ، فأعتقه المهدي ولم يزل المَنْصُور رحمه اللَّه بمدينة السلام إِلَى آخر سني خلافته ، ثُمَّ حج منها وتوفي بمكة ، ونزلها بعده المهدي أمير الْمُؤْمِنِين ، ثُمَّ شخص منها إِلَى ماسبذان ، فتوفي بها ، وكان أكثر نزوله من مدينة السلام بعيساباذ في أبينة بناها هناك ، ثُمَّ نزلها الهادي موسى بْن المهدي ، فتوفي بها ونزلها الرشيد هارون بْن المهدي ، ثُمَّ شخص عنها إِلَى الرافقة ، فأقام بها وسار منها إِلَى خراسان ، فتُوُفِّيَ بطوس ونزلها مُحَمَّد بْن الرشيد فقتل بها ، وقدمها المأمون عَبْد اللَّهِ بْن الرشيد من خراسان فأقام بها ، ثُمَّ شخص عنها غازيا فمات بالفذندون ودفن بطرسوس ونزلها أمير الْمُؤْمِنِين المعتصم بالله ثُمَّ شخص عنها إِلَى القاطول ، فنزل قصر الرشيد كان ابتناه حين حفر قاطوله الَّذِي دعاه أَبَا الجند لقيام ما يسقى منَ الأرضين بأرزاق جنده ، ثُمَّ بنى بالقاطول بناء نزله ، ودفع ذلك القصر إِلَى أشناس التركي مولاه ، وهم بتمصير ما هناك ، وابتدأ بناء مدينة تركها ، ثُمَّ رأى تمصير سر من رأى فمصرها ، ونقل الناس إليها ، وأقام بها وبنى مسجدا جامعا في طرف الأسواق وسماها سر من رأى ، ونزل أشناس مولاه فيمن ضم إليه منَ القواد كرخ فيروز ، وأنزل بعض قواده الدور المعروفة بالعربابي ، وتُوُفِّيَ رحمه اللَّه بسر من رأى في سنة سبع وعشرين ومائتين ، وأقام هارون الواثق بالله بسر من رأى في بناء بناه وسماه الهاروني حَتَّى تُوُفِّيَ به ، ثُمَّ استخلف أمير الْمُؤْمِنِين جَعْفَر المتوكل عَلَى اللَّه رحمه اللَّه في ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين ومائتين ، فأقام بالهاروني وبنى بناء كثيرا ، وأقطع الناس في ظهر سر من رأى بالحائر الَّذِي كان المعتصم بالله احتجزه بها قطائع ، فاتسعوا بها وبنى مسجدا جامعا كبيرا ، وأعظم النفقة عَلَيْهِ وأمر برفع منارته لتعلو أصوات المؤذنين فيها حَتَّى نظر إليها من فراسخ ، فجمع الناس فيه وتركوا المسجد الأول ، ثُمَّ أنه أحدث مدينة سماها المتوكلية وعمرها ، وأقام بها وأقطع الناس فيها القطائع وجعلها فيما بَيْنَ الكوخ المعروف بفيروز وبين القاطول المعروف بكسرى ، فدخلت الدور والقرية المعروفة بالماحوزه فيها ، وبنى بها مسجدا جامعا ، وكان منَ ابتدائه إياها إِلَى أن نزلها أشهر ، ونزلها في أول سنة ست وأربعين ومائتين ، ثُمَّ تُوُفِّيَ بها رحمه اللَّه في شوال سنة سبع وأربعين ، واستخلف في هَذِهِ الليلة المنتصر بالله ، فانتقل عنها إِلَى سر من رأى يوم الثلاثاء لعشر خلون من شوال ومات بها . قَالُوا : كانت عيون الطف مثل عين الصيد ، والقطقطانة ، والرهيمة ، وعين جمل وذواتها للموكلين بالمسالح الَّتِي وراء السواد ، وهي عيون خندق ! سابور الَّذِي حفره بينه وبين العرب الموكلين بمسالح الخندق وغيرهم وذلك أن سابور أقطعهم أرضا فاعتمروها من غير أن يلزمهم لها خراجا ، فلما كان يوم ذي قار ونصر اللَّه العرب بنبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غلبت العرب عَلَى طائفة من تلك العيون ، وبقى في أيدي الأعاجم بعضها ، ثُمَّ لما قدم المسلمون الحيرة وهربت الأعاجم بعد أن طمت عامة ما في أيديهم منها ، وبقي الَّذِي في أيدي العرب فاسلموا عَلَيْهِ ، وصار ما عمروه منَ الأرضين عشريا ، ولما مضى أمر القادسية والمدائن دفع ما جلا عنه أهله من أراضي تلك العيون إِلَى المسلمين ، فأقطعوه فصارت عشرية أيضا ، وكذلك مجرى عيون الطف وأرضيها مجرى أعراض المدينة وقرى نجد ، وكل صدقتها إِلَى عمال المدينة ، فلما ولى إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم بْن مصعب السواد للمتوكل عَلَى اللَّه ضمها إِلَى ما في يده ، فتولى عمالة عشرها وصيرها سوادية ، وهي عَلَى ذلك إِلَى اليوم ، وقد استخرج عيون إسلامية مجرى ما سقت عيونها منَ الأرضين هَذَا المجرى .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.