فحدثني حفص بْن عُمَر العمري ، عَنِ الهيثم بْن عدي ، عَنِ ابن عياش الهمذاني ، وغيره ، أن كثير بْن شهاب كان عَلَى الري ودستبى وقزوين ، وكان جميلا حازمًا مقعدًا ، فكان يقول : ما من مقعد إلا وهو عيال عَلَى أهله سواي ، وكان إذا ركب ثابت سويقتيه كالمحراثين ، وكان إذا غزا أخذ كل امرئ ممن معه بترس ، ودرع ، وبيضة ، ومسلة ، وخمس أبر ، وخيوط كتان وبمخفف ، ومقراض ، ومخلاة ، وتليسة ، وكان بخيلا ، وكانت له جفنة توضع بَيْنَ يديه ، فإذا جاءه إنسان قَالَ : لا أبالك أكانت لك علينا عين ، وقال يوما : يا غلام اطعمنا فقال : ما عندي إلا خبز وبقل ، فقال : وهل اقتتلت فارس والروم إلا عَلَى الخبز والبقل ، وولى الري ودستبى أيضا أيام معاوية حينا قَالَ ولما ولى سَعْد بْن أَبِي وقاص الكوفة في مرته الثانية أتى الري ، وكانت ملتاثة فأصلحها وغزا الديلم وذلك في أول سنة خمس وعشرين ثُمَّ انصرف .
الأسم | الشهرة | الرتبة |