فتح قزوين وزنجان


تفسير

رقم الحديث : 493

حدثني حدثني عدة من أهل قزوين ، وبكر بْن الهيثم ، عن شيخ من أهل الري ، قَالُوا : وكان حصن قزوين بالفارسية كشوين ومعناه الحد المنظور إليه ، أي المحفوظ وبينه وبين الديلم جبل ، ولم يزل فيه لأهل فارس مقاتلة منَ الأساورة يرابطون فيه ، فيدفعون الديلم إذا لم يكن بينهم هدنة ، ويحفظون بلدهم من متلصصيهم وغيرهم إذا جرى بينهم صلح ، وكانت دستبى مقسومة بَيْنَ الري وهمذان ، فقسم يدعى الرازي ، وقسم يدعى الهمذاني ، فلما ولى المغيرة ابن شعبة الكوفة ولى جرير بْن عَبْد اللَّهِ همذان وولى البراء بْن عازب قزوين ، وأمره أن يسير إليها ، فإن فتحها اللَّه عَلَى يده غزا الديلم منها ، وإنما كان مغزاهم قبل ذلك من دستبى ، فسار البراء ومعه حنظلة بْن زيد الخيل حَتَّى أتى أبهر ، فقام عَلَى حصنها وهو حصن بناه بعض الأعاجم عَلَى عيون سدها بجلود البقر والصوف ، واتخذ عَلَيْهِ دكة ، ثُمَّ أنشأ الحصن عليها فقاتلوه ، ثُمَّ طلبوا الأمان فآمنهم عَلَى مثل ما آمن عَلَيْهِ حذيفة أهل نهاوند ، وصالحهم عَلَى ذلك ، وغلب عَلَى أراضي أبهر ، ثُمَّ غزا أهل حصن قزوين ، فلما بلغهم قصد المسلمين لهم وجهوا إِلَى الديالمة يسألونهم نصرتهم ، فوعدوهم أن يفعلوا ، وحل البراء والمسلمون بعقوتهم ، فخرجوا لقتالهم والديلميون وقوف عَلَى الجبل لا يمدون إِلَى المسلمين يدا ، فلما رأوا ذلك طلبوا الصلح ، فعرض عليهم ما أعطى أهل أبهر ، فأنفقوا منَ الجزية ، وأظهروا الإسلام ، فقيل : أنهم نزلوا عَلَى مثل ما نزل عَلَيْهِ أساورة البصرة منَ الإسلام عَلَى أن يكونوا مع من شاءوا ، فنزلوا الكوفة وحالفوا زهرة بْن حوية ، فسموا حمراء الديلم ، وقيل : إنهم أسلموا وأقاموا بمكانهم ، وصارت أرضوهم عشرية ، فرتب البراء معهم خمس مائة رجل منَ المسلمين معهم طليحة ابن خويلد الأسدي ، وأقطعهم أرضين لا حق فيها لأحد .

الرواه :

الأسم الرتبة
المغيرة ابن شعبة

صحابي