وحدثني المدائني ، قَالَ : قَالَ أَبُو بكرة لابنه مُسْلِم : يا بني والله ما تلي عملا ، وما أراك تقصر عن أخوتك في المنفعة ، فقال : إن كتمت علي أَخْبَرَ تك قَالَ : فإني أفعل ، قَالَ : فإني أغتل من حمامي هَذَا في كل يوم ألف درهم وطعاما كثيرا ، ثُمَّ أن مسلما مرض ، فأوصى إِلَى أخيه عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبِي بكرة ، وأخبره بغلة حمامه فأفشى ذلك واستأذن السلطان في بناء حمام ، وكانت الحمامات لا تبنى بالبصرة إلا بإذن الولاة ، فأذن له فاستأذن عُبَيْد اللَّه بْن أَبِي بكرة ، فأذن له واستأذن الحكم ابن أَبِي العاص ، فأذن له وأستأذن سياه الأسواري فأذن له ، واستأذن الحصين ابن أَبِي الحر العنبري فأذن له ، واستأذنت ربطة بنت زياد فأذن لها ، واستأذنت لبابة بنت أوفى الجرشي فأذن لها في حمامين ، أحدهما : في أصحاب البقاء ، والآخر : في بني سَعْد ، واستأذن المنجاب بْن راشد الضبي فأذن له ، وأفاق مُسْلِم بْن أَبِي بكرة من مرضه وقد فسدت عَلَيْهِ غلة حمامه ، فجعل يلعن عَبْد الرَّحْمَنِ ، ويقول : ما له قطع اللَّه رحمه .