تمصير البصرة


تفسير

رقم الحديث : 538

حدثني جماعة من أهل البصرة ، قَالُوا : كتب عدي بْن أرطاة إِلَى عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيزِ ، وأمر أهل البصرة أن يكتبوا في حفر نهر لهم ، فكتب إليه وَكِيع ابن أَبِي سود التميمي : أنك إن لم تحفر لنا نهرا فما البصرة لنا بدار ، ويقال : أن عديا التمس في ذلك الأضرار ببهز بْن يزيد بْن المهلب فنفعه . قَالُوا : فكتب عُمَر يأذن له في حفر نهر ، فحفر نهر عدي ، وخرج الناس ينظرون إليه ، فحمل عدي الْحَسَن البصري عَلَى حمار كان عَلَيْهِ ، وجعل يمشي . قَالُوا : ولما قدم عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيزِ عاملا عَلَى العراق من قبل يزيد بْن الوليد أتاه أهل البصرة ، فشكوا إليه ملوحة مائهم ، وحملوا إليه قارورتين في أحدهما ماء البصرة ، وفي الأخرى ماء من ماء البطيحة ، فرأى بينهما فصلا ، فقالوا : إنك إن حفرت لنا نهرا شربنا من هَذَا العذب ، فكتب بذلك إِلَى يزيد ، فكتب إليه يزيد أن بلغت نفقة هَذَا النهر خراج العراق ما كان في أيدينا فانفقه عَلَيْهِ ، فحفر النهر الَّذِي يعرف بنهر بْن عَمْرو ، قَالَ رجل ذات يوم في مجلس بْن عُمَر ، والله أني أحسب نفقة هَذَا النهر تبلغ ثلثمائة ألف أو أكثر ، فقال ابن عُمَر : لو بلغت خراج العراق لأنفقته عَلَيْهِ . قَالُوا : وكانت الولاة والأشراف بالبصرة يستعذبون الماء من دجلة ويحتفرون الصهاريج ، وكان للحجاج بها صهريج معروف يجتمع فيه ماء المطر ، وكان لابن عَامِر وزياد ، وابن زياد صهاريج يبيحونها الناس . قَالُوا : وبنى المَنْصُور رحمه اللَّه بالبصرة في دخلته الأولى قصره الَّذِي عند الحبس الأكبر ، وذلك في سنة اثنتين وأربعين ومائة ، وبنى في رحلته الثانية المصلى بالبصرة ، وقال القخذمي : الحبس الأكبر إسلامي . قَالُوا : ووقف مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان بْن علي ضيعة له عَلَى أحواض اتخذها بالبصرة ، فغلتها تنفق عَلَى دواليبها وإبلها ومصلحتها .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.