وحدثني عدة منَ البصريين ، منهم روح بْن عَبْد المؤمن ، قَالُوا : لما اتخذ سُلَيْمَان بْن علي المغيثة ، أحب المَنْصُور أن يستخرج ضيعة منَ البطيحة ، فأمر باتخاذ السبيطة ، فكره سُلَيْمَان بْن علي وأهل البصرة ذلك ، واجتمع أهل البصرة إِلَى باب عَبْد اللَّهِ بْن علي ، وهو يومئذ عند أخيه سُلَيْمَان هاربا منَ المَنْصُور ، فصاحوا يا أمير الْمُؤْمِنِين أنزل إلينا نبايعك ، فكفهم سُلَيْمَان وفرقهم ، وأوفد إِلَى المَنْصُور سوار بْن عَبْد اللَّهِ التميمي ، ثُمَّ العنزي وداود بْن أَبِي هند مولى بني بشير ، وسعيد بْن أَبِي عروبة ، واسم أَبِي عروبة بهران ، فقدموا عَلَيْهِ ومعهم صورة البطيحة ، فأخبروه أنهم يتخوفون أن يملح ماءهم ، فقال : ما أراه كما ظننتم ، وأمر بالامساك ، ثُمَّ أنه قدم البصرة ، فأمر باستخراج السبيطية ، فاستخرجت له ، فكانت منها أجمة لرجل منَ الدهاقين ، يقال له : سبيط ، فحبس عنه الوكيل الَّذِي قلد القيام بأمر الضيعة ، واستخرجها بعض ثمنها ، وضربه فلم يزل عَلَى باب المَنْصُور يطالب بما بقي له من ثمن أجمته ، ويختلف في ذلك إِلَى ديوانه حَتَّى مات فنسبت الضيعة إليه بسبب أجمته فقيل السبيطية . وقالوا : قنطرة قرة بالبصرة نسبت إِلَى قرة بْن حيان الباهلي ، وكان عندها نهر قديم ، ثُمَّ اشترته أم عَبْد اللَّهِ بْن عَامِر ، فتصدقت به مغيضا لأهل البصرة ، وابتاع عَبْد اللَّهِ بْن عَامِر السوق ، فتصدق به . قَالُوا : ومر عُبَيْد اللَّه بْن زياد يوم نعي يزيد بْن معاوية عَلَى نهر أم عَبْد اللَّهِ فإذا هُوَ بنخل ، فأمر به فعقر وهدم حمام حمران بْن أبان ، وموضعه اليوم يعمل فيه الرباب . قَالُوا : ومسجد الحامرة نسب إِلَى قوم قدموا اليمامة عجم من عمان ، ثُمَّ صاروا منها إِلَى البصرة عَلَى حمير ، فأقاموا بحضرة هَذَا المسجد ، وقال بعضهم : بنوه ثُمَّ جدد بعد .