ذكر العطاء في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه


تفسير

رقم الحديث : 566

أَخْبَرَنَا أَخْبَرَنَا علي بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي سيف ، قَالَ : ولى عُمَر بْن الخطاب رضي اللَّه عنه عُثْمَان بْن أَبِي العاص الثقفي ، البحرين وعمان سنة خمس عشرة ، فوجه أخاه الحكم إِلَى البحرين ، ومضى إِلَى عمان ، فأقطع جيشا إِلَى تانه ، فلما رجع الجيش كتب إِلَى عُمَر يعلمه ذلك ، فكتب إليه عُمَر يا أخا ثقيف حملت دودا عَلَى عود ، وإني أحلف بالله ألو أصيبوا لأخذت من قومك مثلهم ، ووجه الحكم أيضا إِلَى بروص ووجه أخاه المغيرة بْن أَبِي العاص إِلَى خور الديبل ، فلقي العدو فظفر ، فلما ولى عُثْمَان بْن عَفَّان رضي اللَّه عنه ، وولى عَبْد اللَّهِ بْن عَامِر بْن كريز العراق ، كتب إليه يأمره أن يوجه إِلَى ثغر الهند من يعلم علمه ، وينصرف إليه بخبره ، فوجه حكيم بْن جبلة العبدي ، فلما رجع أوفده إِلَى عُثْمَان فسأله عن حال البلاد ، فقال : يا أمير الْمُؤْمِنِين قَدْ عرفتها وتنحرتها ، قَالَ : فصفها لي قَالَ : ماؤها وشل ، وثمرها دقل ، ولصها بطل ، إن قل الجيش فيها ضاعوا ، وإن كثروا جاعوا ، فقال له عُثْمَان : أخابر أم ساجع ، قَالَ : بل خابر ، فلم يغزها أحدا ، فلما كان آخر سنة ثمان وثلاثين ، وأول سنة تسع وثلاثين في خلافة علي بْن أَبِي طالب رضي اللَّه عنه توجه إِلَى ذلك الثغر الحارث بْن مرة العبدي متطوعا بإذن علي ، علي فظفر وأصاب مغنما وسبيا ، وقسم في يوم واحد ألف رأس ، ثُمَّ إنه قتل ومن معه بأرض القيقان إلا قليلا ، وكان مقتله في سنة اثنتين وأربعين ، والقيقان من بلاد السند مما يلي خراسان ، ثُمَّ غزا ذلك الثغر المهلب بْن أَبِي صفرة في أيام معاوية سنة أربع وأربعين ، فأتى بنة والأهواز ، وهما بَيْنَ الملتان وكابل ، فلقيه العدو فقاتله ومن معه ، ولقي المهلب ببلاد القيقان ثمانية عشر فارسا منَ الترك عَلَى خيل محذوفة ، فقاتلوه جميعا ، فقال المهلب : ما جعل هؤلاء الأعاجم أولى بالتشمير منا ، فحذف الخيل ، فكان أول من حذفها منَ المسلمين ، وفي بنة يقول الأزدي : ألم تر أن الأزد ليلة بيتوا ببنة كانوا خير جيش المهلب ثُمَّ ولى عَبْد اللَّهِ بْن عَامِر ، في زمن معاوية بْن أَبِي سُفْيَان ، عَبْد اللَّهِ بْن سوار العبدي ، ويقال : ولاه معاوية من قبله ثغر الهند ، فغزا القيقان فأصاب مغنما ، ثُمَّ وفد إِلَى معاوية ، وأهدى إليه خيلا قيقانية وأقام عنده ، ثُمَّ رجع إِلَى القيقان فاستجاشوا الترك فقتلوه ، وفيه يقول الشاعر : وابن سوار عَلَى عدته موقد النار وقتال السغب وكان سخيا لم يوقد أحد نارا غير ناره في عسكره ، فرأى ذات ليلة نارا ، فقال : ما هَذِهِ ، فقالوا : امرأة نفساء يعمل لها خبيص ، فأمر أن يطعم الناس الخبيص ثلاثا ، وولى زياد بْن أَبِي سُفْيَان في أيام معاوية سنان بْن سلمة بْن المحبق الهذلي ، وكان فاضلا متألها ، وهو أول من أحلف الجند بالطلاق ، فأتى الثغر ففتح مكران عنوة ومصرها ، وأقام بها وضبط البلاد وفيه يقول الشاعر : رأيت هذيلا أحدثت في يمينها طلاق نساء ما يسوق لها مهرا لهان عَلَى حلفة ابن محبق إذا رفعت أعناقها حلقا صفرا .

الرواه :

الأسم الرتبة