تفسير

رقم الحديث : 2

قَالَ : قَالَ ابْنُ شِهَابٍ : وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ جَمَعَ الْجُمُعَةَ بِالْمَدِينَةِ لِلْمُسْلِمِينَ قَبْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْنِي مُصْعَبَ بْنَ عُمَيْرٍ ، ثنا ابْنُ شِهَابٍ حَدِيثًا مِنْ حَدِيثِ سُرَاقَةَ يُخَالِفُ هَذَا ، قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَالِكِ بْنِ جُعْشَمٍ الْمُدْلِجِيُّ ، أَنَّ أَبَاهُ مَالِكًا أَخْبَرَهُ ، أَنَّ أَخَاهُ سُرَاقَةَ بْنَ جُعْشَمٍ ، أَخْبَرَهُ أَنَّهُ لَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَكَّةَ مُهَاجِرًا إِلَى الْمَدِينَةِ جَعَلَتْ قُرَيْشٌ لِمَنْ يَرُدُّهُ عَلَيْهِمْ مِائَةَ نَاقَةٍ . قَالَ : فَبَيْنَا أَنَا جَالِسٌ فِي نَادِي قَوْمِي إِذْ جَاءَ رَجُلٌ مِنَّا فَقَالَ : وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُ ثَلاثَةً مَرُّوا عَلَيَّ آنِفًا إِنِّي لأَظُنُّهُ مُحَمَّدًا ، قَالَ : فَأَوْمَأْتُ لَهُ بِعَيْنِي أَنِ اسْكُتْ . فَقُلْتُ : إِنَّمَا هُمْ بَنُو فُلانٍ يَبْغُونَ ضَالَّةً لَهُمْ . قَالَ : لَعَلَّهُ ، ثُمَّ سَكَتَ ، قَالَ : فَمِلْتُ قَلِيلا ثُمَّ قُمْتُ فَدَخَلْتُ بَيْتِي فَأَمَرْتُ بِفَرَسِي فَقِيدَ إِلَى بَطْنِ الْوَادِي ، قَالَ : فَأَخْرَجْتُ سِلاحِي مِنْ وَرَاءِ حُجْرَتِي ثُمَّ أَخَذْتُ قِدَاحِي الَّتِي أَسْتَقْسِمُ بِهَا ثُمَّ لَبِسْتُ لأْمَتِي ، ثُمَّ أَخْرَجْتُ قِدَاحِي فَاسْتَقْسَمْتُ بِهَا فَخَرَجَ الْقَسَمُ الَّذِي أَكْرَهُ : لا يَضُرُّهُ ، وَكُنْتُ أَرْجُو أَنْ أَرُدَّهُ فَآخُذَ الْمِائَةَ نَاقَةٍ . قَالَ : فَرَكِبْتُ عَلَى أَثَرِهِ . فَبَيْنَا فَرَسِي يَشْتَدُّ بِي عَثَرَ فَسَقَطْتُ عَنْهُ . قَالَ : فَأَخْرَجْتُ قِدَاحِي فَاسْتَقْسَمْتُ بِهَا فَخَرَجَ السَّهْمُ الَّذِي أَكْرَهُ : لا يَضُرُّهُ . قَالَ : فَأَبَيْتُ إِلا أَنْ أَتْبَعَهُ فَرَكِبْتُ . فَلَمَّا بَدَا لِي الْقَوْمُ فَنَظَرْتُ إِلَيْهِمْ عَثَرَ فَرَسِي فَذَهَبَتْ يَدَاهُ فِي الأَرْضِ فَسَقَطْتُ عَنْهُ ، فَاسْتُخْرِجَ وَأُتْبِعُهُ دُخَانٌ مِثْلَ الْغُبَارِ فَعَرَفْتُ أَنَّهُ مُنِعَ مِنِّي وَأَنَّهُ ظَاهِرٌ ، فَنَادَيْتُهُمْ فَقُلْتُ : انْظُرُونِي فَوَاللَّهِ لا أُرِيبُكُمْ وَلا يَأْتِيكُمْ منِيِّ شَيْءٌ تَكْرَهُونَهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " قُلْ لَهُ مَاذَا تَبْتَغِي ؟ " فَقُلْتُ : اكْتُبْ لِي كِتَابًا يَكُونُ بَيْنِي وَبَيْنَكَ آيَةً . قَالَ : " اكْتُبْ لَهُ يَا أَبَا بَكْرٍ " . فَكَتَبَ ثُمَّ أَلْقَاهُ إِلَيَّ ، فَسَكَتُّ فَلَمْ أَذْكُرْ شَيْئًا مِمَّا كَانَ حَتَّى إِذَا فَتَحَ اللَّهُ مَكَّةَ وَفَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَهْلِ حُنَيْنٍ خَرَجْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَنْ أَلْقَاهُ وَمَعِي الْكِتَابُ الَّذِي كَتَبَ لِي ، فَبَيْنَمَا أَنَا عَامِدٌ لَهُ دَخَلْتُ بَيْنَ ظَهْرَيْ كَتِيبَةٍ مِنْ كَتَائِبِ الأَنْصَارِ ، قَالَ : فَطَفِقُوا يَقْرَعُونِي بِالرِّمَاحِ وَيَقُولُونَ : إِلَيْكَ إِلَيْكَ ، حَتَّى دَنَوْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى نَاقَةٍ أَنْظُرُ إِلَى سَاقِهِ فِي غَرْزَهِ كَأَنَّهَا جُمَّارَةٌ ، فَرَفَعْتُ يَدِي بِالْكِتَابِ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا كِتَابُكَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " هَذَا يَوْمُ وَفَاءٍ وَبِرٍّ ، ادْنُهْ " . قَالَ : فَأَسْلَمْتُ ، ثُمَّ ذَكَرْتُ شَيْئًا أَسْأَلُ عَنْهُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . قَالَ ابْنُ شِهَابٍ : إِنَّمَا يَسْأَلُهُ عَنِ الضَّالَّةِ وَشَيْءٍ فَعَلَهُ فِي وَجْهِهِ . فَمَا ذَكَرْتُ شَيْئًا إِلا أَنِّي قَدْ قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الضَّالَّةُ تَغْشَى حِيَاضِي قَدْ مَلأْتُهَا لإِبِلِي هَلْ لِي مِنْ أَجْرٍ أُسِقيهَا ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " نَعَمْ ، لَكَ فِي كُلِّ ذَاتِ كَبِدِ حَرَّى أَجْرٌ " . قَالَ : فَانْصَرَفْتُ فَسُقْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَدَقَتِي .

الرواه :

الأسم الرتبة
سُرَاقَةَ بْنَ جُعْشَمٍ

صحابي

أَبَاهُ مَالِكًا

له إدراك

عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَالِكِ بْنِ جُعْشَمٍ الْمُدْلِجِيُّ

ثقة

ابْنُ شِهَابٍ

الفقيه الحافظ متفق على جلالته وإتقانه

Whoops, looks like something went wrong.