الجهاد على اربع شعب على الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والصدق في المواطن وشنان الفاس...


تفسير

رقم الحديث : 39

ثُمَّ حَدَّثَنَا حَدِيثًا آخَرَ ، فَقَالَ : ثُمَّ حَدَّثَنَا حَدِيثًا آخَرَ ، فَقَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَيْسَ لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يَذِلَّ نَفْسَهُ " ، قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَمَا إِذْلالُهُ لِنَفْسِهِ ؟ ، قَالَ : " يَتَعَرَّضُ مِنَ الْبَلاءِ مَا لا يُطِيقُ " ، قَالَ : فَقُلْتُ لَهُ : يَا أَبَا سَعِيدٍ ، فَيَزِيدُ الضَّبِّيُّ حَيْثُ قَامَ فَتَكَلَّمَ ؟ فَقَالَ الْحَسَنُ : " أَمَا إِنَّهُ لَمْ يَخْرُجْ مِنَ السِّجْنِ حَتَّى نَدِمَ عَلَى مَقَالَتِهِ " ، قَالَ الْمُعَلَّى بْنُ زِيَادٍ : فَأَقُومُ مِنْ عِنْدِ الْحَسَنِ فَإِلَى يَزِيدَ الضَّبِّيِّ مِنْ وَجْهِي ذَاكَ ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ ، فَقُلْتُ : يَا أَبَا مَوْدُودٍ ، قَدْ كُنْتُ عِنْدَ الْحَسَنِ آنِفًا فَذَكَرْتُكَ لَهُ ، فَنَصَبْتُكَ لَهُ نَصَبًا ، قَالَ : مَهْ يَا أَبَا الْحَسَنِ ، قَالَ : قُلْتُ : قَدْ فَعَلْتُ ، قَالَ : فَمَا قَالَ الْحَسَنُ ؟ قُلْتُ : قَالَ : " أَمَا إِنَّهُ لَمْ يَخْرُجْ مِنَ السِّجْنِ حَتَّى نَدِمَ عَلَى مَقَالَتِهِ تِلْكَ " ، قَالَ يَزِيدُ : مَا نَدِمْتُ عَلَيْهَا وَايْمِ اللَّهِ ، لَقَدْ قُمْتُ مَقَامًا أَخْطَرَ عَلَى نَفْسِي ، ثُمَّ قَالَ يَزِيدُ : أَتَيْتُ الْحَسَنَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ ، فَقُلْتُ : يَا أَبَا سَعِيدٍ غُلِبْنَا عَلَى كُلِّ شَيْءٍ ، وَعَلَى صَلاتِنَا نُغْلَبُ ، قَالَ جَعْفَرٌ : يَعْنِي فِتْنَةَ الْحَجَّاجِ ، قَالَ : يَقُولُ الْحَسَنُ : يَا عَبْدَ اللَّهِ ، إِنَّكَ لَمْ تَصْنَعْ شَيْئًا ، إِنَّمَا تُعَرِّضُ نَفْسَكَ لَهُمْ ، قَالَ : فَقُمْتُ وَالْحَكَمُ بْنُ أَيُّوبَ ابْنُ عَمِّ الْحَجَّاجِ يَخْطُبُ ، فَقُلْتُ : الصَّلاةَ رَحِمَكَ اللَّهُ ، قَالَ : فَجَاءَتْنِي الزَّبَانِيَةُ فَسَعَوْا إِلَيَّ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ ، فَأَخَذُوا تَلابِيبِي وَأَخَذُوا بِلِحْيَتِي وَيَدِي وَكُلِّ شَيْءٍ ، وَجَعَلُوا يَضْرِبُونِي بِنِعَالِ نُفُوسِهِمْ ، قَالَ : وَسَكَتَ الْحَكَمُ بْنُ أَيُّوبَ ، وَكِدْتُ أَنْ أُقْتَلَ دُونَهُ ، قَالَ : فَمَشَوْا بِي إِلَيْهِ حَتَّى إِذَا بَلَغُوا بَابَ الْمَقْصُورَةِ فَتْحَ ، فَأُدْخِلْتُ عَلَيْهِ ، فَقَالَ : أَمَجْنُونٌ أَنْتَ ؟ ، فَقُلْتَ : أَصْلَحَكَ اللَّهُ ، مَا بِي مِنْ جُنُونٍ ، قَالَ : أَوَ مَا كُنَّا فِي صَلاةٍ ؟ ، قُلْتُ : أَصْلَحَكَ اللَّهُ ، هَلْ كِتَابٌ أَفْضَلُ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ ؟ ، قَالَ : لا ، قُلْتُ : أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ رَجُلا نَشَرَ مُصْحَفَهُ فَقَرَأَهُ غُدْوَةً حَتَّى يُمْسِيَ وَلا يُصَلِّي فِيمَا بَيْنَ ذَلِكَ ، كَانَ ذَلِكَ قَاضِيًا عَنْهُ صَلاتَهُ ؟ ، قَالَ : فَقَالَ الْحَكَمُ : وَاللَّهِ إِنِّي لأَحْسَبَنَّكَ مَجْنُونًا ، قَالَ : وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ جَالِسٌ قَرِيبًا مِنَ الْمِنْبَرِ عَلَى وَجْهِهِ خِرْقَةٌ خَضْرَاءُ قَالَ : قُلْتُ : يَا أَنَسُ ، يَا أَبَا حَمْزَةَ ، أُذَكِّرُكَ اللَّهَ فَإِنَّكَ قَدْ صَحِبْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَخَدَمْتَهُ ، الْحَقَّ قُلْتُ أَمِ بِبَاطِلٍ ؟ ، قَالَ : فَلا وَاللَّهِ مَا أَجَابَنِي بِكَلِمَةٍ ، قَالَ : يَقُولُ لَهُ الْحَكَمُ : يَا أَنَسُ ، قَالَ : لَبَّيْكَ أَصْلَحَكَ اللَّهُ ، قَالَ : وَقَدْ كَانَ فَاتَ مِيقَاتُ الصَّلاةِ ، قَالَ : يَقُولُ أَنَسٌ : قَدْ كَانَ بَقِيَ مِنَ الشَّمْسِ بَقِيَّةٌ ، قَالَ : احْبِسَاهُ ، قَالَ : فَحُبِسَتْ ، فَذَهَبَ بِي إِلَى الشَّمْسِ ، قَالَ : فَشَهِدُوا أَنِّي مَجْنُونٌ قَالَ جَعْفَرٌ : إِنَّمَا نَجَا مِنَ الْقَتْلِ بِذَلِكَ ، فَكَتَبَ الْحَكَمُ إِلَى الْحَجَّاجِ : أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمِيرَ ، إِنَّ رَجُلا مِنْ بَنِي ضَبَّةَ قَامَ فَتَكَلَّمَ فِي الصَّلاةِ ، قَدْ قَامَتِ الْبَيِّنَةُ الْعُدُولُ عِنْدِي أَنَّهُ مَجْنُونٌ ، قَالَ : فَكَتَبَ إِلَيْهِ الْحَجَّاجُ : إِنْ كَانَتْ قَامَتِ الْبَيِّنَةُ الْعُدُولُ عِنْدَكَ أَنَّهُ مَجْنُونٌ فَخَلِّ سَبِيلَهُ ، وَإِلا فَاقْطَعْ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ وَلِسَانَهُ قَالَ جَعْفَرٌ : وَاحْبِسْهُ ، وَاسْمُرْ عَيْنَهُ ، قَالَ : فَخَلَّى سَبِيلِي ، قَالَ يَزِيدُ : وَمَاتَ أَخٌ لَنَا فَتَبِعْتُ جَنَازَتَهُ فَصَلَّيْنَا عَلَيْهِ ثُمَّ دُفِنَ فَكُنْتُ فِي نَاحِيَةٍ مَعَ إِخْوَانِي نَذْكُرُ اللَّهَ ، إِذْ طَلَعَ الْحَكَمُ بْنُ أَيُّوبَ عَلَيْنَا فِي خَيْلِهِ ، قَالَ : فَقَصَدَ قَصْدَنَا ، فَلَمَّا رَآهُ النَّاسُ هَرَبَ جُلَسَائِي وَبَقِيتُ وَحْدِي ، قَالَ : فَجَاءَ قَاصِدًا حَتَّى وَقَفَ عَلَيَّ ، قَالَ : وَأَنَا وَحْدِي ، قَالَ : مَا كُنْتُمْ تَصْنَعُونَ ؟ قَالَ : قُلْتُ : أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمِيرَ ، أَخٌ لَنَا مَاتَ فَدُفِنَ ، فَقَعَدْنَا نَذْكُرُ اللَّهَ ، وَنَذْكُرُ مَعَادَنَا ، وَنَذْكُرُ الَّذِي صَارَ إِلَيْهِ ، قَالَ : فَهَلا فَرَرْتَ كَمَا ؟ فَرُّوا ، قُلْتُ : أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمِيرَ ، مَا يُفِرِّنِي مِنْكَ ، أَنَا أَبْرَأُ مِنْ ذَلِكَ سَاحَةً ، وَآمَنُ لِلأَمِيرِ مِنْ ذَلِكَ ، فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْمُهَلَّبِ وَهُوَ صَاحِبُ شُرْطَتِهِ وَحَرْبَتُهُ بِيَدِهِ وَاقِفًا بَيْنَ يَدَيْهِ : أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمِيرَ ، أَمَا تَعْرِفُ هَذَا ؟ ، قَالَ : وَمَنْ هَذَا ؟ ، قَالَ : هَذَا الْمُتَكَلِّمُ الَّذِي كَلَّمَكَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، قَالَ : فَقَالَ الْحَكَمُ : وَأَيْضًا إِنَّكَ عَلَيَّ لَجَرِيءٌ ، خُذَاهُ ، قَالَ : فَأُخِذْتُ فَضُرِبْتُ أَرْبَعَ مِائَةٍ وَهُوَ وَاقِفٌ حَتَّى مَا دَرَيْتُ حِينَ ضَرَبَنِي وَحِينَ تَرَكَنِي ، قَالَ : ثُمَّ بُعِثَ بِي إِلَى وَاسِطٍ ، فَكُنْتُ فِي الدِّيمَاسِ حَتَّى تَلِفَ الْحَجَّاجُ .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.