وَأَمَّا الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ ، فَقِيلَ لَهُ : حِينَ أَصَابَهُ الْفَالِجُ ، لَوْ تَدَاوَيْتَ ، فَقَالَ : قَدْ عَرَفْتُ أَنَّ الدَّوَاءَ حَقٌّ ، وَلَكِنْ ذَكَرْتُ عَادًا وَثَمُودَ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا كَانَتْ فِيهِمُ الأَوْجَاعُ ، وَكَانَتْ فِيهِمُ الأَطِبَّاءُ ، فَمَا بَقِيَ الْمُدَاوِي وَلا الْمُدَاوَى ، وَقَالَ غَيْرُهُ : فَلا النَّاعِتُ بَقِيَ وَلا الْمَنْعُوتُ ، قَالَ : وَقِيلَ لَهُ : أَلا تَذْكُرُ النَّاسَ ؟ قَالَ : مَا أَنَا عَنْ نَفْسِي بِرَاضٍ ، فَأَتَفَرَّغُ مِنْ ذَمِّهَا إِلَى ذَمِّ النَّاسِ ، إِنَّ النَّاسَ خَافُوا اللَّهَ فِي ذُنُوبِ النَّاسِ ، وَأَمِنُوا عَلَى ذُنُوبِهِمْ ، قَالَ : وَقِيلَ لَهُ : كَيْفَ أَصْبَحْتَ ؟ فَقَالَ : أَصْبَحْنَا ضُعَفَاءَ مُذْنِبِينَ ، نَأْكُلُ أَرْزَاقَنَا ، وَنَنْتَظِرُ آجَالَنَا ، قَالَ : وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ إِذَا رَآهُ قَالَ : وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ سورة الحج آية 34 أَمَا إِنَّهُ لَوْ رَآكَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَحَبَّكَ ، وَكَانَ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ يَقُولُ : أَمَّا بَعْدُ فَأَعِدَّ زَادَكَ ، وَجِدَّ فِي جِهَادِكَ ، وَكُنْ وَصِيَّ نَفْسِكَ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |