أَخْبَرَنا مُشْرِقٌ ، نا أَبُو الْقَاسِمِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ الْحَلَبِيُّ ، أنبا أَبُو مُحَمَّدٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ الصَّابُونِيُّ ، نا فَهْدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا أَبُو تَوْبَةَ ، نا مُعَاوِيَةُ يَعْنِي ابْنَ سَلامٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلامٍ ، أَنَّ أَبَا سَلامٍ حَدَّثَهُ ، قَالَ : حَدَّثَنِي الْحَارِثُ الأَشْعَرِيُّ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَهُمْ " أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَمَرَ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ ، يَعْمَلُ بِهِنَّ ، وَيَأْمُرُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَعْمَلُوا بِهِنَّ ، قَالَ : فَكَانَ يُبْطِئُ بِهِنَّ ، فَقَالَ لَهُ عِيسَى : إِنَّكَ أُمِرْتَ بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ تَعْمَلُ بِهِنَّ ، وَتَأْمُرُ بَنِي إِسْرَائِيلَ يَعْمَلُونَ بِهِنَّ ، فَإِمَّا أَنْ تَأْمُرَهُمْ بِهِنَّ ، وَإِمَّا أَنْ أَقُومَ بِأَمْرِهِمْ بِهِنَّ ، فَقَالَ يَحْيَى : إِنَّكَ إِنْ تَسْبِقَنِي بِهِنَّ أَخَافُ أَنْ أُعَذَّبَ أَوْ يُخْسَفَ بِي ، فَجَمَعَ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي بَيْتِ المَقْدِسِ حَتَّى امْتَلأَ الْمَسْجِدُ ، حَتَّى جَلَسَ النَّاسُ عَلَى الشُّرُفَاتِ ، فَوَعَظَ النَّاسَ ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ ، أَعْمَلُ بِهِنَّ ، وَآمُرُكُمْ أَنْ تَعْمَلُوا بِهِنَّ ، إِنَّ أَوَّلَهُنَّ : أَنْ لا تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا ، فَإِنَّ مَنْ أَشْرَكَ بِاللَّهِ مَثَلُهُ كَمَثَلِ رَجُلٍ اشْتَرَى عَبْدًا مِنْ خَالِصِ مَالِهِ بِذَهَبٍ أَوْ وَرِقٍ ، ثُمَّ قَالَ لَهُ : هَذِهِ دَارِي وَعَمَلِي ، فَاعْمَلْ ، وَأَدِّ لِي عَمَلَكَ ، فَجَعَلَ يَعْمَلُ ، وَيُؤَدِّي عَمَلَهُ لِغَيْرِ سَيِّدِهِ ، فَأَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ لَهُ عَبْدٌ كَذَلِكَ ، يُؤَدِّي عَمَلَهُ لِغَيْرِ سَيِّدِه ، وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ خَلَقَكُمْ وَرَزَقَكُمْ ، فَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ، وَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ أَمَرَكُمْ بِالصَّلاةِ ، فَإِذَا نَصَبْتُمْ وُجُوهَكُمْ ، فَلا تَلْتَفِتُوا ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَنْصِبُ وَجْهَهُ لِوَجْهِ عَبْدِهِ ، حِينَ يُصَلِّي لَهُ ، فَلا يَصْرِفُ وَجْهَهُ عَنْهُ ، حَتَّى يَكُونَ الْعَبْدُ هُوَ يَنْصَرِفُ ، وَأَمَرَكُمْ بِصِيَامٍ ، فَإِنَّ مَثَلَ الصَّائِمِ كَمَثَلِ رَجُلٍ مَعَهُ صُرَّةُ مِسْكٍ ، فَهُوَ فِي عِصَابَةٍ لَيْسَ مَعَ أَحَدٍ مِنْهُمْ مِسْكٌ غَيْرُهُ ، فَكُلُّهُمْ يَشْتَهِي ، يَجِدُ رِيحَهَا ، فَإِنَّ فَمَ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ ، وَأَمَرَكُمْ بِالصَّدَقَةِ ، فَإِنَّ مَثَلَهَا كَمَثَلِ رَجُلٍ أَخَذَهُ الْعَدُوُّ فأسرُوا يَدَهُ إِلَى عُنُقِهِ فَقَدَّمَهُ لِيَضْرِبُوا عُنُقَهُ ، فَقَالَ : لا تَقْتُلُونِي ، فَإِنِّي أَفْتَدِي مِنْكُمْ نَفْسِي ، بِكَذَا وَكَذَا مِنَ الْمَالِ ، فَأَرْسَلُوهُ ، فَجَعَلَ يَجْمَعُ لَهُمْ حَتَّى فَدَى نَفْسَهُ ، كَذَلِكَ الصَّدَقَةُ ، وَأَمَرَكُمْ بِكَثْرَةِ ذِكْرِ اللَّهِ ، فَإِنَّ مَثَلَ ذِكْرِ اللَّهِ ، كَمَثَلِ رَجُلٍ طَلَبَهُ الْعَدُوُّ ، فَانْطَلَقُوا فِي طَلَبِهِ ، حَتَّى أَتَى حِصْنًا حَصِينًا ، وَأَحْرَزَ نَفْسَهُ ، كَذَلِكَ مَثَلُ الشَّيْطَانِ لا يُحَرِّزُ الْعِبَادُ مِنْهُ أَنْفُسَهُمْ إِلا بِذْكِر اللهِ " ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " وَأَنَا آمُرُكْم بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ أَمَرَنِي اللَّهُ بِهِنَّ ، بِالْجَمَاعَةِ ، وَالسَّمْعِ ، وَالطَّاعَةِ ، وَالْهِجْرَةِ ، وَالْجِهَادِ ، فَمَنْ خَرَجَ مِنَ الإِسْلامِ قِيدَ شِبْرٍ فَقَدْ خَلَعَ رِبْقَةَ الإِسْلامِ مِنْ رَأْسِهِ ، إِلا أَنْ يُرَاجِعَ ، وَمَنْ دَعَا دَعْوَةَ جَاهِلِيَّةٍ ، فَإِنَّهُ مِنْ جُثَاءِ جَهَنَّمَ " ، فَقَالَ رَجُلٌ : لِرَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَإِنْ صَامَ وَصَلَّى ، قَالَ : " نَعَمْ ، وَإِنْ صَامَ وَصَلَّى ، ادْعُوا بِدَعْوَةِ اللَّهِ الَّتِي سَمَّاكُمْ بِهَا الْمُسْلِمُونَ الْمُؤْمِنُونَ عِبَادُ اللَّهِ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
الْحَارِثُ الأَشْعَرِيُّ | الحارث الأشعري | صحابي |
أَبَا سَلامٍ | ممطور الأسود الحبشي | ثقة يرسل |
زَيْدِ بْنِ سَلامٍ | زيد بن سلام الحبشي | ثقة |
مُعَاوِيَةُ يَعْنِي ابْنَ سَلامٍ | معاوية بن سلام الحبشي / ولد في :100 / توفي في :170 | ثقة |
أَبُو تَوْبَةَ | الربيع بن نافع الحلبي | ثقة حجة |
فَهْدُ بْنُ سُلَيْمَانَ | فهد بن سليمان النحاس / توفي في :275 | ثقة ثبت |
أَبُو مُحَمَّدٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ الصَّابُونِيُّ | عبيد الله بن الحسين الأنطاكي | مجهول الحال |
أَبُو الْقَاسِمِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ الْحَلَبِيُّ | الحسين بن محمد الحلبي | مجهول الحال |