فضل مصعب بن عمير رضي الله عنه


تفسير

رقم الحديث : 106

ذَكَرَ عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ يَحْيَى ، نا عُثْمَانُ بْنُ عُمَارَةَ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ ، قَالَ : " خَرَجْتُ مِنَ الْبَصْرَةِ وَأَنَا أُرِيدُ عَسْقَلانَ ، فَإِذَا أَنَا بِرَكْبٍ ، فَقَالُوا لِي : أَيُّهَا الشَّيْخُ ، أَيْنَ تُرِيدُ ؟ قُلْتُ : أُرِيدُ الرِّبَاطَ بِعَسْقَلانَ ، قَالُوا : مَا مَعَكَ وَحْشَةٌ ؟ , قُلْتُ : لا وَمَضَيْتُ مَعَهُمْ حَتَّى وَرَدْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ ، فَلَمَّا أَرَدْتُ فِرَاقَهُمْ قَالُوا لِي : نُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ ، وَلُزُومِ دَرَجَةِ الْوَرَعِ ، فَإِنَّ الْوَرَعَ تَبْلُغُ بِهِ الزُّهْدَ فِي الدُّنْيَا ، وَإِنَّ الزُّهْدَ يَبْلُغُ بِكَ حُبَّ اللَّهِ ، فَقُلْتُ لَهُمْ : فَمَا الْوَرَعُ ؟ , فَبَكَوْا ، ثُمَّ قَالُوا : يَا هَذَا ، الْوَرَعُ النَّفْسُ ، قُلْتُ : وَكَيْفَ ذَاكَ ؟ , قَالُوا : تُحَاسِبُ نَفْسَكَ مَعَ كُلِّ طَرْفَةٍ ، وَكُلَّ صَبَاحٍ وَمَسَاءٍ ، فَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ حَذِرًا كَيِّسًا لَمْ يَخْرُجْ عَلَيْهِ الْفَضْلُ ، فَإِذَا دَخَلَ فِي دَرَجَةِ الْوَرَعِ احْتَمَلَ الْمَشَقَّةَ ، وَتَجَرَّعَ الْغَيْظَ وَالْمَرَارَ أَعْقَبَهُ اللَّهُ وَرَعًا وَصَبْرًا ، وَاعْلَمْ أَنَّ الصَّبْرَ مِنَ الإِيمَانِ بِمَنْزِلَةِ الرَّأْسِ مِنَ الْجَسَدِ ، وَمِلاكُ هَذَا الأَمْرِ الصَّبْرُ ، وَأَمَّا الزُّهْدُ فِي الدُّنْيَا فَهُوَ أَلا يُقِيمَ الرَّجُلُ عَلَى رَاحَةٍ تَسْتَرِيحُ إِلَيْهَا نَفْسُهُ ، وَأَمَّا الْمُحِبُّ لِلَّهِ فَهُوَ فِي ضَيْعَةٍ ، لا يَزْدَادُ لِلَّهِ إِلا حُبًّا ، وَمِنْهُ إِلا تَوَدُّدًا " .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.